أخـر الأخبــار
Loading...

إنسانيّة معذّبة

( إنسانيّة معذّبة )

إيمان عبد الستار بدير

هذي الدُّنا في خوفِها لِمَ سائرةْ
بأنينِ ظلمتِها البرايــــا ساهرةْ

جيلٌ فجيلٌ بالجّوى كم تكتوي
منه الرّؤى أحلامُـــهُ متنافرةْ

في التيهِ يمضي عمرُهُ همٌّ بهِ
ولغربةٍ فيها النّفوسُ مسافرةْ

سَقَمٌ وجوعٌ والرّدى عنوانُــــهُ
وبهِ الطّغاةُ سيوفُهُمْ هي قاهرةْ

وبلا ضميرٍ ترتدي أفعالَهُمْ
جلبابَ مكرٍ بالدّواهي ناشرةْ

باسمِ العدالةِ صلَّبوا أفراحَنا
وشعوبُ محنتِنا عليهم ثائرةْ

في الأرضِ قد عمَّ الفسادُ ودينُهُمْ
دولارُ فحشٍ والسّجايا الماكرةْ

في كلِّ بلدانِ الرعيّــةِ هــكــذا
بجناحِ ريحٍ صرصرٍ متطايرةْ

نقتاتُ من ألمِ الحياةِ مصائباً
في صمِّ مأساةٍ لنــا متناثرةْ

بالآهِ يَنطِقُ نبضُ حرفي حزنَهُ
آهٍ وآهٍ بالمواجــــــــعِ زاخــرةْ

وَطَنٌ تَوَسَّدَ بالجّراحِ وبالأَسَىْ
مُذْ طفِّها تلكَ الجروحُ مبادرةْ

في باسقاتِ النّخلِ حصرمُ دهرِنا
ونوارسٌ من رافديهِ مهاجـــــرةْ

وعويلُ إنسانٍ يرومُ خلاصَهُ
يبكي دماً منه البغايا ساخرةْ

هذا العراق ُبحكمهِ زُمَرُ الخنا
نهبٌ وقتلٌ بالزِّنــــا متجاهرةْ

مَاهُمْ بشيعةِ حيدرٍ بينَ الوَرَى
هُمْ ثُلّةٌ سَرَقوا العبادَ قياصرةْ

ليسوا رجالاً لايُرى خيرٌ بهم
خُلُقٌ لهم وكما اليهودُ برابرةْ

صرخــاتُ أطفــالٍ بغيهبِ ليلِنـــا
من عمقِ جرحِكَ ياعراقُ مكابرةْ

حتّى الثّكالى في النّواح ِ غريدةٌ
في عرسِ قَتلاها لكسرٍ جابرةْ

لكنَّ فيضَ ولادةٍ أرحامُها
رُسُلٌ بها للثائرينَ مؤازرةْ

قد دمدمتْ سمرُ القنا أقدارَها
سوحُ الوغى برجالِهم متفاخرةْ

حانَ الخلاصُ بفجرِ يومٍ حالمٍ
بالحبِّ للإنسانِ دوماً  عامرةْ

مهديُّنا بالأمر قُمْ لا تنتظرْ
نهشتْ بنا حتّى الوحوشُ الكاسرةْ

أفما ترى والسيلُ قد بلغَ الزُّبى
وعيونُ أشواقٍ لنا لكَ باصرةْ

أنفضْ غبارَ الذلِّ عن شْيَعٍ لكمْ
وبصولةِ العباّسِ تلكَ الباترةْ


ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *