العالم الدكتور عبد الهادي شيخو
العالم الدكتور عبد الهادي شيخو
بقلم؛ رشيد عبد القادر الرشيد
ولد الشهيد الدكتور عبدالهادي امين شيخو في محلة السراي في تلعفر سنة 1953
اكمل دراسته الابتدائية في مدرسة التضامن الابتدائية سنة 1965 ، ثم متوسطة تلعفر سنة 1968 ، و اعدادية تلعفر للبنين سنة 1971
معدله العالي أهله للدخول الى كلية العلوم / جامعة السليمانية ، اذ انهى دراسته بتفوق ايضا سنة 1975 ، اذ كان الاول على دفعته ، وواصل دراسته في الماجستير و كان الطالب الاول ايضا الذي يحصل على الماجستير بامتياز في جامعة السليمانية في اختصاص البكتريلوجي ، و تعين في جامعة الموصل / كلية العلوم والتربية
ثم ابتعث الى فرنسا لاكمال الدكتوراه سنة 1986، و في فرنسا واجه الرفض من معظم الجامعات الفرنسية ، اذ اشترطوا عليه تغيير اختصاصه الدقيق في الهندسة الوراثية / الاحياء المجهرية ، و في نهاية المطاف وافقت جامعة موميليه على اختصاصه لكن بتعديل بسيط ، و سمحت له بان يجري التجارب في احد المراكز البحثية في نفس المدينة الفرنسية
تلقى العديد من العقود من الشركات الفرنسية للعمل معه ، لكنه كان يرفضها تباعا ، مع اغراءات مالية و مادية كبيرة ، و اخبرهم مرارا انه يفضل العودة و تقديم خدماته و جهوده العلمية لوطنه ، و ما لبث ان تلقى عشرات رسائل التهديد بتصفيته اذا لم يتم ايقاف تجاربه و دراسته
في السنة الثالثة عاد الى العراق في اجازة قصيرة قبل المناقشة ، و ابلغ وزارة التعليم العالي في حينها ، بأن مسودات بحوثه تتعرض الى السرقة باستمرار ، وإن احدا ما يعبث دائما بشقته ، كما يعبثون بأدواته في المركز البحثي ، لكن الوزارة طالبته بالصبر و اكمال بحوثه و رسالته و من ثم عودته
عاد من جديد الى فرنسا ، و كتب للوزارة مجددا انه يشعر بأن حياته في خطر ، و بأن هناك من يراقبه و يتابعه ، لكن دون جدوى ، و اوصوه بالصبر ، ثم طلب العودة بعد تسليم اطروحته ، ريثما تشكل له لجنة مناقشة ، لكن قوبل طلبه بالرفض ايضا . او لم يوفروا له الحماية اللازمة رغم الوعود الكلامية
في 12 / 11 / 1989 وقبل اسبوع من مناقشته وبينما كان في المختبر ، دوى انفجار كبير دمر المختبر بأكمله ، و تعرض للحرق ( حسب مزاعم السلطات الفرنسية ) ، طلبت عائلته ان يزورونه في المشفى ، لكن لم يسمح لهم بتاتا بزيارته او حتى مشاهدته من خلف زجاج ، بل ان السلطات الفرنسية حجزت عائلته في شقتهم ، ولم تسمح لهم بمغادرتها مطلقا ، و كانت الشرطة الفرنسية تجلب لهم الطعام و الشراب ، و قطعوا عنهم سلك الهاتف الارضي ، و فقدوا الاتصال بالعالم الخارجي تماما
حتى ابلغوا عائلته بوفاته متأثرا بالحرق ( حسب زعمهم ) في 12 / 12 / 1989
اعادت السلطات العراقية انذاك جثمانه في تابوت خاص محكم الاغلاق ، و طلبوا من اهله عدم فتحه بتاتا ، و لم يعلم اهله لغاية اليوم محتوى التابوت المحكم الاغلاق ، و بالرغم ان احد اشقائه حاول السفر الى فرنسا لمعرفة ملابسات الحادث انذاك ، الا ان السلطات العراقية رفضت سفره.
No comments: