الثقافة سلاح ذو حدين

الثقافة سلاح ذو حدين 

بقلم : عادل المياحي 

من منطلق عام فأن الثقافة يصنعها الانسان ويجد ويجتهد لكي يبلور شخصيته ويصقل ثقافته لكي يقدم نفسه للمجتمع وهو متسلح بسلاح المعرفة والادراك والإلمام بشتى المواضيع ومن البديهي جدا ان تنعكس ثقافة الانسان على طبيعته من خلال اسلوبه في التحدث وسلوكياته اليومية المتعددة لذا من الصعب جدا ان تجد مثقف لا يعرف كيف يعبر عما يدور في ذهنه على الورق على سبيل المثال 

ولوحظ في الاونة الاخيرة كثرة المستثقفين او المدعين للثقافة والمتصنعين لشخصية المثقف وهم يعتقدون ان الثقافة في ارتياد الاماكن والتجمعات الثقافية فمنهم من تجده كل يوم جمعة في شارع المتنبي مثلا يلتقي بالعالم الثقافي ويبحث لنفسه عن مكان في خضم هذا العالم وهو لا يفقه شيء عن الثقافة ومنهم من يقتبس من غيره ومنهم من يسرق علنا وينسب لنفسه وما اريد قوله.

هو احذروا المستثقفين لانهم مثل الارضة سيأكلون الاخضر واليابس ويتصدرون المشهد الثقافي بشكل جلي وهناك العديد من النماذج والاسماء المعروفة وهي بعيدة كل البعد عن الثقافة فمنهم من يشتري ما يكتبه غيره ومنهم من يصادر ما كتبه غيره والاول اشد بلاء من الثاني لانه استطاع ان يغسل دماغ المثقف الحقيقي من خلال شراء مجهوده الفكري واسلم له بقناعة تامة والا كيف قبل ان ياخذ مقابل ما تمخض عنه فكره واما الثاني فهو جبان وضعيف طالما انه يسرق مجهود غيره ولعل من اكبر اسباب تفشي هذه الظاهرة هو غياب القانون الذي يضمن للكاتب الحقوق الفكرية والذي جعل من المستثقفين اسماء تتصدر المشهد الثقافي والمخجل في الأمر ان هناك صحف ومجلات تنشر لهم ما يكتبه غيرهم وتصدره للقراء على انه عصارة افكار هولاء الفئة المعاقة خلقيا والمشوهة ثقافيا ومن هذا الباب اود ان اروي للقارئ الكريم احدى التجارب التي عشتها مع هذه الحالة.

في مجلة بلادي الصادرة عن مديرية اعلام وزارة الدفاع الفصلية نشر قصتي القصيرة ابتسامة شهيد تحت عنوان 

ابتسامة شهيد بقلم نائب ضابط جميل گاطع الشويلي مسؤول شعبة اعلام فرقة المشاة الاولى.

والحقيقة انها من بنيات افكاري ارسلتها له بعد ان طلب مني قصة عن الشهداء تنشر في المجلة انفا 

وما ادهشني انها صدرت بأسمه بعد ان قام بحذف اسمي من النص و وضع اسمه بدلا عنه.

ما جعلني اتجهم وامتعض هو أن المجتمع قد صدق انه من كتبها في حين انه اصلا لا يستطيع ان يكتب جملة من خمسة كلمات دون ان يخطأ املائيا مرتان او ثلاثة على الاقل لذلك انصح القارئ الكريم لا تصدق كل ما تقرأ لان ليس كل من كتب اصبح مثقف وربما كان قد سرق ولفق كما فعل صاحبنا وهنا اصبحت الثقافة سلاح ذو حدين اما ان ترفع من شأن صاحبها او ان تنكسه في الخلق اذا تبين زيف ما يدعي.