ساعة النور

ساعة النور

للشاعر عماد المياحي

انها ساعة النور

التي كنت تنتظر

منذ أربع وعشرين سنة

فالقبور ليست دائما مظلمة

ربما هي المرة الأولى التي يقف بها الحظ الى جانبك

ثمة من ينتظرك هناك

على الجانب الآخر من الحياة

وان كنت لاتعي ملامحه وجهه

ربما تخطى اباك جميع الحجب والبرازخ

ليأخذ بيدك

لاتخف ياعلي

فالاباء الشهداء

ثابتون في كل مكان

ربما كان يعد لزفافك منذ ستة اشهر

منذ أن استدعى جدتك

التي بكته كثيرا

فأراد لها تشهد ذلك الزفاف

او ربما كُتب لك أن تؤنس وحدتها

فمضيت على عجالة

هناك ينتظرك الكثير لتعرفه

ستعرف أن الظلام محض خرافة

اخترعها المبصرون

ليخفوا سؤاتهم

وان رحمه الرب التي عجزت عقولنا عن إدراكها

تشبه البياض الذي يحتويك

ستعرف أن دموع امك

التي شيعتك بانكسار

هي ذاتها أجنحة الملائكة

التي اوصلتك لمثواك الاخير

هناك ستقابل الكثير من الأنبياء

فالكرام الكاتبون

لم تسنح لهم الفرصة

ليكتبوا في سجلاتك سوءة واحدة

نعم كانوا في سبات مطبق

يشبه ذلك الظلام

الذي داهمك ساعة ولادتك

حتى اعتقدت أنك انتقلت

من رحم امك

الى رحم العالم

فاوقفت ادراكك عند ذلك الحد

مجتنبا لكل التفاصيل

في هذه الليلة سترى الاشياء كلها جميلة

حتى غصة الموت

عزرائيل

الأرواح المتعبة ،الشهداء المضرجون بالدم

فانت الآن على غير العادة

تبصر كل شيء

الا وجه امك

الشاعر عماد جبار