أخـر الأخبــار
Loading...

المطلقة من منظور آخر

 ( المطلقة من منظور آخر ) 

تحقيق  زهراء غني 

 ارتفعت نسبه الطلاق في السنوات الاخيرة بشكل مرعب لأسباب كثيرة ومتعددة ولكن القليل منا من سمع امرأة مطلقة نجحت بحياتها وفتحت عملا خاصا بها ومستمرة بالعمل في مستقبلها بعد الطلاق في مجتمع عراقي متحفظ تسوده العادات والتقاليد والأعراف ويهتم بكلام الناس بالمرتبة الأولى والأخيرة 

واليكم بعض النماذج الواتي نجحن بعد طلاقهن حيث تقول ( سراب علي / موظفة / ٣٤ عام ) 
حياتي قبل الزواج كانت جيدة جدا وبعد ماتخرجت من الكلية وحصلت على وظيفة وكانت موهبتي الرسم أيضا يبقى فقط الزواج هو نصف الدين وايضا إصرار الاهل بهذا الموضوع وقبل الزواج كنت اشترك بمعارض الرسم وسفرات خارج البيت مع صديقاتي والحياة طبيعية 
 وبعد زواجي ايضا بالرغم من أن زواجي كان تقليديا ولكن الشخص الذي ارتبطت معه كان شخصا غير تقليدي لدرجة ماكنت أشعر انه يغار عليَّ او يخاف عليَّ او يمنعني من الخروج وهنا بدأ الشك لدي وكانت تصرفاته غير منطقية فيما يتعلق بالجانب المادي وخيانة وسرقة ومحاولات ابتزاز ومساومات برؤية اهلي او الاتصال بهم وكانت فترة زواجي بمثابة كابوس واستمر ستة أشهر 
وتضيف ( كانت عائلتي الداعمة لي بكل شي حتى اتجاوز هذه المحنة وخصوصا اني موظفة وطفلي اتركه معهم من أجل استمراري بعملي وكانوا يشجعونني ويجدون لي فرص عمل او دورات او ورش عمل حتى اسجل فيها من أجل تطوير مهاراتي وكسب خبرات جديدة تفيدني بالمستقبل  


بينما ( المجتمع لا يحترم المرأة المطلقة ومازلت اواجه صعوبة خصوصا من بعض الزملاء بالعمل وبعض الدوائر اذا أراجع ويتطلب الأمر ان اكشف عن حالتي الاجتماعية احيانا أتجنب الرد وأحيانا يتطلب الموقف ان ارد المقابل وهكذا عادي بوقت كنت عزباء أيضا الناس تتدخل وتسأل عن مواليدي وهذه الأمور للاسف مجتمعنا فضولي جدا من هذه النواحي ولايراعي المقابل ولكن الذي يستحق أن يرد ويتوقف عند حده ارد عليه ولا اخاف والموقف الذي يمكن ان اتجاوزه اتجاوزه ليست مشكلة
الذي حققته بحياتي رجعت لوظيفتي بعد ولادة صعبة وظروف طلاق صعبة لحد الان دون حقوق لا انا ولا ابني بالاضافة الى ان طليقي سرق جزءاً من راتبي وبعض اموالي والذهب يعني مثل مايقال عالصفر رجعت لأهلي ولكن الحمد لله اخواني وبعض صديقاتي الذين ساندوني من الناحية المادية والمعنوية استطعت الرجوع لوظيفتي وايضا اسدد كل الديون التي تراكمت ولم أقصر مع ابني بأي احتياجات خاصة به ورجعت لموهبتي الرسم ودخلت بعض الدورات النفسية والمهنية والخاصة بمجال موهبتي واشتركت ببعض المعارض الفنية وبعض الندوات في مجال عملي التخصصي ومستمرة في تحقيق بعض الاحلام 

وتتابع( اتمنى كل امرأة قبل كل شي ان تجعل هدفا لحياتها وتضع مواصفات معينة لشريك الحياة واذا اكتشفت ان الشخص لايناسبها من كل الجوانب تسأل نفسها سؤالين لماذا والى متى ابقى اتحمل انا واطفالي هذا الوضع واذا وجدت جوابا مثلا هي تحبه او هو جيد من ناحية المادة او جيد مع اطفالها او وضع اهلها أسوأ وتستطيع ان تتحمل وتكمل براحتها واذا وجدت انها تستطيع ان تكمل من دونه وأهلها ممكن يتقبلون وضعها وانها لا طاقة عندها تضيع عمرها ونفسها على شخص لايستحق وليس كفئاً ان يكون ابا فتطلب الطلاق والزواج تجربة اولا واخيرا مثل باقي تفاصيل حياتنا ننجح بيها او نفشل بها شيء طبيعي وحياتنا لا تنتهي عندها

تقول ( مياسين رعد /طالبة/ ١٧ عام ) تزوجت بعمر ١٠ سنوات ولكن حياتي قبل الزواج كانت حياة طبيعية وكنت طفلة اقضي وقتي في أداء الواجبات المدرسية لكنني كنت وحيدة جداً
لا أخرج إلى شارع أو ألهو مع بنات الجيران
ولا أعلم الأسباب إلى الآن ..وجودي يقتصر على بيتي وبيوت الأقارب ليس بمقدوري تخطيط دفتر الرياضيات بمفردي أو حتى التأكد من نفسي حفظت المادة جيداً إلا بعد أن تستمع لي والدتي 

وتضيف ( فَتحتُ عينَي من أحلام طفولة وبراءة و لهو فجأة إلى واقع مُتعِب و مسوؤليات ..
وكان يجب علي القيام بالعديد من الواجبات المنزلية بالإضافة إلى أعباء الدراسة
لأنني لم أترُك دراستي أبداً كنت أدرس بمدرسة أهليةصباحاً بالدوام وظهراً الغداء و أمور التنظيف عصراً أنام من فرطِ التعب حتى يعود زوجي الساعة 5 عصراً هذا جدولي قبل أنجاب طفلي بعد الـ 5 يبدأ العشاء وأيضاً تنظيفات
ومن ثم أشارك العائلة جلستها حتى ينام زوجي أنام معه وأستيقظ فجراً لأداء دروسي كوني متفوقة دراسياً جداً ولكن هذا الزواج له الأثر في إحباط المعدلات ونسبة التفوق فقد وصلت معدلاتي لـ 85% حاولت أقصى جهدي بعمري المبكر بالتحمل والموازنة لكن هذا ما أستطعتُ إليه رغم كُلّ ما أنفقتهُ من سهرٍ و قلة نوم وبعد ثلاث سنوات تم طلاقي لأسباب واصلت الدراسه وتحقيق طموحي على الرغم حياة الجنوب تمنعني من مزاولة هواياتي من العزف والموسيقى والشعر الفصيح والاعلام  

وتذكر ( أحب أضيف أن تُعقد الهُدنة بين البنت والعادات ويتركوها لـتعيش حياتها بسلام وهدوء
وأن يتركوها تحقق طموحاتها أن كانت ذات طموح
إهداء البنت الثقة وتوفير سُبل التقدم سيحميها كثيراً وأكثر من سجنها..لأن بسجنها العديد من المصائب والتفرعات التي تطول الرسالة بذكرها الآن ولكن أتمنى أن تكون واضحة للناس أجمع


تقول( ن .ي / موظفة / ٣٠عاما ) 
كل بنت حين تصل مرحلة بحياتها ستفكر بالارتباط وتأسيس حياة دافئة مع الشريك ولكن توجد أحلام وطموحات قبل الزواج وتكون مقررة كي تحققهم ولكن يبقى اختلاف آراء اذا كان الزواج نصيبا من عند الله أو اختيار بالنسبة لوضعي هو نصيب وعلى الرغم من بعض الظروف لشخص يعيشها مع أهله لكن تعتبر بسيطة مقارنة مع الحياة الزوجية خاصة إذا لم يوجد توافق او تقبل من طرف الآخر لفهمك ولم يعتبرك جزء منه 
تضيف ( نفس الظروف لتدفعك للزواج من الأساس تحطمك وقت الانفصال انك تعتمدين على نفسك اما بالنسبه لعائلتي هم سندي واول الداعمين لي ومؤمنين بوضعي كون زوجي طردني من المنزل مع بناتي وذهبت لاعيش مع عائلتي وبعد ذلك قررت اكمل دراستي وادخل الجامعة وايضا فتحت روضة وأصبحت مسؤولة على عمل جديد 

بينما( الصعوبة ترافق كل امرأة تعيش في العراق والأغلبية يعتبرها ناقصة الأهلية وسوف يأتي يوم تستغل من قبل المجتمع من كل جانب
فكيف ما تكون منفصلة بعد أن أنشأت عملي الخاص لم اعلن انفصالي للمجتمع لحد الان ولكن بعد مدة سوف اعلن ذلك 

تضيف ( على البنت ان لا تعتمد على الرجل ان هو يرفع من شأنها او تربط كل حياتها ومستقبلها به
لان الزواج مثل المعركة اما نصر او الخسارة وبمجتمعنا مهما كانت منتصرة فهي مقارنة بحقوق الرجل خسرانة و نصيحتي لكل بنت ان تعمتد على نفسها وتجعل لنفسها مصدرا تعيش منه وان كان حرفة بالبيت وان كان ابسط شي لان الاعتماد على النفس غنى وتكون مقدرة ومنتجة



حيث يرى الدكتور النفسي والاجتماعي كاظم يوسف(ان المرأة المطلقة ..هي امراة لربما عاشت معاناة قاسية مع شريك حياة لم تنسجم معه لعدة اسباب ومنها التوافق الفكري او التوافق الاجتماعي ولربما كانت ضحية لزواج لم ترغب به وهذا الزواج جاء نتيجة رغبات الاهل او من هو متسلط في العائلة وبالنتيجة كانت الزوجة هي الضحية  
مع العلم لا نجد من يحس بآلامها واوجاعها بعد الانفصال ونظرة المجتمع الدونية لها وللاسف بسبب تسلط المجتمع الذكوري نجد الاغلبية تحمل المسؤولية للمرأة المطلقة 
هذه نقطة 
والنقطة الاخرى عليها ان تجد وتعمل وتترك الافكار التي تحبط من معنوياتها لتنهض وتبدأ صفحة جديدة في حياتها وهنا على الاهل والمقربين ان يقدموا الدعم لها والاسناد في مستقبلها القادم حتى تكون عنصرا مهما في المجتمع حالها حال النساء الاخريات وعليها ان تتحلى بالشجاعة واتخاذ القرارات المهمة في حياتها الجديدة

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *