المرحوم فاضل محمود كلاي وأيام زمان

المرحوم فاضل محمود كلاي  وأيام زمان  

 بقلم الباحثة الاجتماعية ست هاجر 

هناك مبدعون رحلوا عنا  ولكن ابداعاتهم رسمت كلوحة فنية  في ذاكرتنا  لن ننساهم  ، ولهم بصمات منيرة في صفحات الاعلام وخدمة الثقافة التركمانية  

ليعلموا الاجيال  .... ان مثل هؤلاء المبدعين قدموا خدمات جليلة للتركمان يستحقون ان نكتب عنهم بماء الذهب على ورقة من الفضة  

انه المرحوم الذي تألق اسمه في عالم الاذاعة والتلفزيون  ووسائل الإعلام  حيث  ولد في مدينة طوز خورماتو  التي أنجبت عشرات الفنانين والشعراء والكتاب والاعلاميين فكانت ولادته الميمونة عام ١٩٤٣ في محلة مصطفى اغا  واكمل الابتدائية في الطوز والثانوية ايضا  ثم التحق  بالجامعة المستنصرية كلية الاداب قسم اللغة الانكليزية  الا انه ترك دراسته الجامعية  حبا واجلالا  لقوميته  وخدمة الثقافة التركمانية   فتعين على ملاك وزارة الثقافة في ١٠ / ٩ / ١٩٦٨  فكان تعينه في اذاعة بغداد القسم التركماني حيث كان يعمل في قسم التنسيق الاذاعي اي الارشيف وفي إعداد البرامج الاذاعية  ومترجما للغة التركية والعربية المرحوم كان موهوبا  وكفوءاً   فكتب العديد من  الثمثيليات  الاذاعية وعمل مع الاديب والاعلامي  عدنان صاري كهية وشاكر احمد العبيدي لفترة مايقارب ٤٠ سنة حيث قدم خلال مسيرته الفنية مئات البرامج الاذاعية والتلفزيونية واهتم كثيرا بالادب والثراث التركماني  * 

كان معدا بارعا للبرامج 

تناول في توثيق  معظم المدن والقرى التركمانية وحياة العديد  من  الفنانين والادباء والمؤرخين وسلط الضوء على نتاجاتهم وقام بتوثيق كتاباته وبرامجه( الثرات والفلكور التركماني  ) كذلك قام بتوثيق الاماكن المقدسة بكل اخلاص  علما بأن مكان عمله امتاز بالحساسية وتميز بالشجاعة ايضا 

اما عن حياته الاجتماعية  فتزوج في السبعينيات  من مدينته الطوز  وتحمل مرارة  الغربة والبعد عن الاهل  من اجل الثقافة التركمانية  وكان انسانا  بمعنى الكلمة متواضعا يحب الخير للجميع وصاحب نكتة وفكاهيا  

وظل يمارس مهنته حتى  بعد السقوط  ٢٠٠٣ وبتاريخ ١ / ٨ / ٢٠٠٥ تاسست فضائية الاطياف التابعة لشبكة الاعلام العراقي وكان معدا للبرامج ومذيعا للاخبار  و يعمل معه شاكر العبيدي   ويقول الاعلامي توركيش طوزلو  بتاريخ ١ /٧ / ٢٠٠٧ اصبح مدير مكتب حيث كان يعمل معهم ايضا  

في ١ / ١١ / ٢٠٠٨  احيل للتقاعد  

وبتاريخ   ٢٠ / ١١ / ٢٠١٦ انطفا شمعة من شموع الاعلام   بعد حياة مليئة بخدمة الادب والاعلام لا  للتركمان فقط بل للعراق  جميعا دام اكثر من اربعة عقود  * 

المرحوم فاضل  ( ابو عباس )  اسم على مسمى فعلا كان له فضل علينا وثراثنا  وفلكورنا  وسيبقى اسمه لامعا في صفحات تاريخ الفن  والاعلام  

  اللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك وانا لله وانا اليه راجعون 

*****   ***** *****  

المرحوم رغم خدماته الطويلة للتركمان لكنه لم يكرم  ولو بشهادة تقديري لا في حياته  ولا بعد  وفاته  من اية جهة تركمانية٠

___________________________

شكرا للاخ نبيل كوزجي الذي زودني بعض المعلومات وابن اخ المرحوم عبد الامير محسن كلاي