لعب على الرقعة
لعب على الرقعة
أفياء امين الاسدي
أوَ لا ترى يا ربّ أنّي ضربة النرد الصغيرة في يدين كبيرتينْ؟
هذي العناوين الصغيرة في مزاجٍ ساحرٍ
قد روّضتْ ما في خيالي من جموح نحو عالمه العصيّ
و شدّدتْ عني التعازي في قبول اثارة الشكّ المنكّهِ بالشبقْ
ولقد تحقّق ما يريدُ
قصيدةٌ اخرى وماتتْ مَرّة اخرى حبيبةُ ساعديه،
ويا سلام!
أ فلا تحقّقَ ما يخطّط من رجوعي؟
أنا مثل سكّان المقابر أُفرِحُ القبر المهدّم بالورود ومائها
و أسير بين شواهد ما حلّ فيها حلّ ليْ
الامر هذا ليس يعني فارس الشِعر الشريدِ
و ربّما يعنيه اكثر لو أموتُ و في عيوني صورةٌ أو بيتُ شِعر من يديه
إذ ليس هذا حسبُ يا ربّ الحطامِ بل النوى
هل أخبرَ المدعوّ قبلاً أنّه صبّ الندى في كأسِ شوكْ؟
هل أبلغ الجدرانَ عن دمعاتنا ؟
هل مرّ معتذرا إليكَ و قدّمَ السهو الذي يحكيه واختطّ الأسى ؟
أعني بأنّ النهرَ ذاك يحبّ لو جذعا أكون بموجتهْ
أعني بأنّ مياهه تهوى المكسّر مِن يَدَيْ
أعني بأنّ مزاجه يحتاط لي و يدلّل القول الشهيْ
ويقدّم الشِِعر المنقّب في كهوف العارفين بصحن موتْ
و يقول هلّا متِّ عندي كي أنام بدون شكْ؟
وكأن لي بعض الخيار بموتِ هائمة على صحراء صدرٍ أعشبتْ بالحبّ مِن ماضٍ وآنْ
والآن حان لها الأوانْ
وأنا على كفّيه أنثر مقلتيّ
أقول خذ؟ أ تريد بعداً؟ خذه ايضاً
ما تبقّى؟
كم ساذج رأسي و ساذجة خطاي
اذا تحرّتْ في المتاهة عن دليلْ
سترنّ فيّ بلادةُ المعنى اذا لم استجبْ للمستميلْ
وأحيل صوت المشمش الشمسيّ للّيل الرفيقْ
يا ربّ هل أمضي إليهِ مرارةً أم حقلَ فَيء؟
أين ارتباكك في العواطف يا لطيفُ وأين حكمتُك المدوّية القدَرْ؟
هذي انا ، وهناك هوْ
فهل الخريطةُ في حسابات الملائكة انتظارٌ أم حذرْ؟
وهل الصدوعُ بقلب عاشقة معارفُ للضجر؟
أنا لستُ أدرك كيف كثَفتَ الليالي في عيون النهْرِ
غلّفتَ الشموسَ بجلدهِ
و دفعتَهُ نحو المصبّ و بات فِيْ!
أوْ كيف لم تعرف بأنّ الموت مرّاتٌ و ليس لمرةٍ يرتاح بيْ
ظنّي سيزداد اتّساعا كلّما كتبَ المياه على الجذورِ
و كلّما مرّتْ على ساقي مياه ..
كلّما نادوه باسمي ،
في الحقيقة ، كلّما قالوا: فلانٌ، قلتُ : مَنْ؟
فأشار معصميَ -الموالي كفّه- نحوي و قال:
هنا يعيش ولو تودّدَ أن تموتَ
هنا تموتُ ، هناك حيْ .
فهل التضمّخُ بالهوى مثل التضمّخِ بالردى؟
هل متُّ فيه وعاش بي!
ليست هناك تعليقات: