أخـر الأخبــار
Loading...

نبذة موجزة عن قرية ( المحلّبية )

محْـلابـى كويـو ( المحلّبية )
الكاتب رشيد عبد القادر الرشيد

وصف عام وتأريخ عريق


يتوسط مركز الناحية مدينتي الموصل وتلعفر تقريباً ، اذ تبعد عن الاولى 35 كم غرباً وعن الثانية 31 كم الى الجنوب الشرقي ، عند سفوح جبل علاّن ، وتعدّ من المناطق الاثرية في المنطقة ، ولها تاريخ عريق ضارب في القدم ، إذ يرقى تأريخها الى الالف الثالث قبل الميلاد ، فقد وجدت فيها آثار تعود الى مملكة تل الخميرة التي كانت معاصرة لمملكة كارانا ( تل الرماح ) قرب تلعفر


مركز ناحية المحلبية – منظر عام ويشاهد في نهاية الصورة تل الخميرة

 

كما كانت المحلبية عامرة بالسكان في العصور الآشورية التي من بقاياها آثار تل باليوز ، وهي من القلاع الآشورية المحصنة ، وقد جعلوا عين الماء داخل اسوار القلعة من اجل تغذية الخندق المحيط بسور القلعة بالمياه وقت الحاجة ، بينما يذكر الاستاذ جمال بابان ان تل باليوز هو من بقايا بلدة اسلامية 

 

وهناك مجموعة من التلال تقع حول المحلبية ، عثر فيها على كسر فخار من ادوار ما قبل التاريخ والدور الآشوري ، ويبدو انها كانت مدناً اثرية اندثرت مع الزمن منها ( قزلار تباسى ) ( داى قوجا ) و( مارطلى ) و( اوزون تبه )

 

في العهود الساسانية كانت المحلبية كورة ( الْمَدِينَةُ وَكُلُّ بُقْعَةٍ تَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَسَاكِنُ وَالقُرَى، كَمَا تُطْلَقُ عَلَى الْمُقَاطَعَةِ الرِّيفِيَّةِ ) تابعة للموصل ، وبقيت كذلك بعد الفتح الاسلامي وفي عصور الخلافة الراشدة والأموية ، وفي العصر العباسي وتحديداً في خلافة محمد المهدي ألحقت كورة المحلبية بكورة أسكي موصل

اشار ياقوت الرومي الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) الى المحلبية بأنها ( قصبة كورة المرج او الفرج ) وان املاكها لأهلها وليس للسلطان فيها الاّ خراج يسير ، وذكرها بصيغة اخرى هي ( تل المحلبية ) وأورد ابياتاً لشاعر مجهول مما قاله : 

 

بكى يوم تل المحلبية صابئ    وألهى عُويداً بثّه فتقنّعا

 

كما ذكرها بصيغة ( المحلبيات ) وأورد في ذلك قول الشاعر الاموي الاخطل :

 

فأصبحت منهمُ سنجار خاليةً    فالمَحلبيّات فالخابور فالسُرر

 

وهذه المواضع كلها بالجزيرة حسب قول عبد الله بن عبد العزيز البكري في كتابه ( معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع ) ، وربما توحي كلمة ( المحلبيات ) بصيغة الجمع الى وجود ثلاث محلبيات هي : الكبرى والوسطى والصغرى

 

واشار ابن قدامة صاحب كتاب الخراج الى انتشار زراعة النخيل في المحلبية وجودة تمرها وبلحها حتى ان احدى اسواق الموصل اشتهرت ببيع تمر المحلبية وبلحها ، وذكر ايضاً انها كانت غنية بالمزارع الواسعة والمساحات الخضراء 

 

ويبدو ان المحلبية سقطت مع سقوط الموصل وتلعفر على ايدي المغول وعانت من ويلاتهم وظلمهم ، والظاهر ان يد التخريب قد نالتها بسبب مقاومتها الغزاة كما يُفهم من نص العبارة التي وجدت مكتوبة على شاهد قبر عُثر عليه في خرائب جنوب المحلبية : ( الشهيد شهاب الدين احمد قتل مظلوماً سنة 600 هـ ... ) مع ملاحظة ان رقمي الاحاد والعشرات في التاريخ المذكور غير واضحة المعالم

 

 

التسمية

 

أشتقت تسمية المحلبية من نبات المحلب الذي كان ينمو بكثرة هناك ، والمحلب نبات يشبه الكرز ، إذ انه شجيرة عطرية طيبة الرائحة تستخدم بذورها في الاطعمة واعوادها في صناعة العصي ، وهناك رأي آخر يقول ان التسمية جاءت نسبة الى القائد المهلّب بن ابي صفرة الذي مرّ بها اثناء قتاله اتباع المختار الثقفي

 

 

 

 

 

تاريخ المحلبية الحديث


ان مؤسس المحلبية الحديثة وصاحب الفضل في اعادة اعمارها من جديد بعد ان كانت خرائب هو المرحوم السيد مصطفى ياغوب ( يعقوب ) وهو من الموالي وقد قدم أليها من محلة السراي في تلعفر سنة 1835 م تقريباً ، فقام ببناء مساكن له ولأبنائه وهم :

- علي مصطفى باغوب 

- عبوش مصطفى ياغوب  

- يوسف مصطفى ياغوب 

- عبد الرحمن مصطفى ياغوب

 

ثم إلتحق به المرحوم السيد صالح حسين ( بقال ) وهو ايضا من محلة السراي ، الذي قدم الى المحلبية بعد سنين عدة من استيطان آل ياغوب في 

       قنطرة الحاج ياسين صالح في المحلة القديمة

 

المنطقة وقد نشأت بين الاثنين علاقات اجتماعية ومصاهرات مثمرة ، ثم توالى قدوم الجماعات التركمانية إليها لتظهر المحلبية رويداً رويداً الى الوجود

 

وعندما كثرت مواشي السكان وخاصة تلك التي تخص آل ياغوب وآل صالح وأصبحت في حاجة الى من يرعاها ، استعانوا بالرعاة من ابناء العشائر العربية في القرى المجاورة للمحلبية ، واتخذ هؤلاء في بداية سكنهم بيوت شعر لهم ( الخيام ) ، ثم ما لبثوا أن بنوا مساكنهم واستوطنوا فيها الى جانب اخوتهم من التركمان 

 

التشكيلات الادارية


استحدثت ناحية المحلبية بموجب المرسوم الجمهوري ذي الرقم ( 100 ) سنة 1971 م وألحقت بقضاء الموصل وتم تعيين السيد عصام احمد رشان اول مدير للناحية ، لكن الحكومة العراقية عادت وألغت الناحية سنة 1987 م ، ثم استحدثت الناحية مرة اخرى سنة 2000 م وعين السيد ليث مشحن رافع مديراً لها ، وما زالت تتبع قضاء الموصل حتى اليوم ، وعلى رأس ادارتها منذ سنة 2005 السيد عبد الرحمن حسن ابراهيم آغا


تتبع الناحية اثنان وخمسون ( 52 ) قرية أبرزها : تل زلط – السحاجي – الشيخ ابراهيم – تل هصر – نزازة – عدّاية ، وبلغ مجموع سكان مركز الناحية 14 الف نسمة حسب احصاء سنة 2012 م


المحلات السكنية


كانت المحلبية القديمة تضم محلتين : الاولى هي ياغوبلى محلاسه ( محلة آل ياغوب ) والثانية صالحلى محلاسه ( محلة آل صالح ) ، ثم تكونت – لاحقا - محلات اخرى بعد زيادة السكان واتساع العمران وهي : محلة العرب وعلي وهب محلاسه ( محلة علي وهب ) ومحلة باريس                                             قنطرة مراد في المحلة القديمة – طراز معماري آخر


وبحلول ثمانينيات القرن الماضي استحدثت احياء حملت اسماء ذات طابع عروبي – بعثي وهـي : الحي العسكري – حي الثورة – حي الشهداء ، حي القادسية ، اما المحلبية القديمة فقد قسمت وفق النظام الاداري الجديد الى حيين هما : الحي القديم وحي العرب




النشاط الاقتصادي



             قانا – قبل الجفاف    


                                             قانا – بعد الجفاف


يعتمد سكان المحلبية في اقتصادهم بشكل عام على زراعة الحنطة والشعير ويملكون الاراضى التي يزرعونها أو يتم تأجيرها من الدولة العراقية ، كما يملكون بساتين التين والرمان والزيتون التي تبلغ اعدادها خمسة الآف شجرة مثمرة ، والتي كانت تسقى من عين المحلبية ( قانا ) التي كانت تعد من اصفى العيون في منطقة الجزيرة حتى ان الاسماك كانت تعيش فيها ، وقد ذكرها المؤرخون بإسم ( سرب المحلبية ) غير ان مياه هذه العين جفّت في الآونة الاخيرة وتوقف ماؤها عن الجريان ويبست الغالبية العظمى من اشجار البساتين 

 

اضافة الى ذلك فإن قسماً من السكان يعتمدون على الرعي ويملكون ثروة حيوانية متمثلة في الاغنام والابقار والدواجن ، بيد ان هذه الاعمال بدأت تختفي تدريجياً بعد توجه السكان الى الوظائف الحكومية العامة 

 


دائرة محطة زراعة النخيل

 

وفي الآونة الاخيرة افتتحت في مركز الناحية اول محطة من نوعها لزراعة النخيل في عموم محافظة نينوى ، اذ تم زراعة ما يقارب ثلاثة الآف شجرة نخيل فيها وبدأت تؤتي اكلها وتثمر بأجود انواع التمور ولسنتين متتاليتين حتى الآن 

 

مجتمع المحلبية


غالبية سكان المحلبية من اعقاب السيد مصطفى ياغوب ( الموالي ) باعتباره المؤسس وأعقاب السيد صالح حسين بقال ( علي الدولة ) ، مع وجود جماعات من ابناء العشائر العربية الذين عملوا في الرعي – كما اسلفنا – في البداية ، كما ان فيها اسراً صغيرة من القومية الكردية سكنوها مؤخراً 

 


مسجد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )

 

جميع سكان مركز ناحية المحلبية من المسلمين وعلى مذهب اهل السنة ، ولهم عشرة مساجد لإقامة صلواتهم وشعائرهم التعبدية ، ويجيدون التكلم باللغتين التركمانية والعربية ، وتتسم طبيعة علاقات السكان بالألفة والمحبة والروابط القبلية والاجتماعية المتينة 

 


المؤسسات الرسمية والخدمية

مديرية ناحية المحلبية

مديرية شرطة ناحية المحلبية

مركز شرطة المحلبية

مقر لواء

مبنى الحشد الشعبي

دائرة الاحوال المدنية

دائرة ماء ومجاري المحلبية

دائرة كهرباء المحلبية

دائرة صيانة كهرباء المحلبية

دائرة إطفاء المحلبية

المركز الصحي ومختبر للتحليلات المرضية

المستوصف البيطري

محطة تعبئة المحلبية

دائرة بريد المحلبية

دائرة زراعة المحلبية

دائرة محطة النخيل في المحلبية وهي اول محطة لزراعة النخيل في عموم محافظة نينوى

دائرة محطة الزيتون

مركز تسجيل المحلبية للانتخابات


المدارس الابتدائية


مدرسة المحلبية الابتدائية للبنين

مدرسة الضياء الابتدائية للبنين

مدرسة العراق الفاروق الابتدائية للبنين

مدرسة محمد بن مسلمة الانصاري الابتدائية للبنين

مدرسة المحلبية الابتدائية للبنات

مدرسة الشهيد حسن الابتدائية للبنات

مدرسة الزيتون الابتدائية المختلطة

مدرسة سليمان القانوني التكميلية المختلطة


المدارس الثانوية


ثانوية المحلبية للبنين

ثانوية المحلبية المسائية للبنين

ثانوية المحلبية للبنات

            

المراكز الترفيهية


  1. هناك ملعبان فقط لممارسة لعبة كرة القدم بالنسبة للشباب : الاول خماسي بمواصفات جيدة نسبياً ، والثاني كبير ( 11 لاعباً ) وهو ملعب ترابي ليس فيه من مقومات كرة القدم سوى المرميين 

  2. مسبح مغلق ومسقف

  3. قاعة كبيرة للأعراس والمناسبات

  4. مكتبة المحلبية ( خالية من الكتب ) وقد تحولت الى مركز تسجيل المحلبية للانتخابات

ولا وجود للمتنزهات او الحدائق العامة او مدينة للألعاب او اية اماكن ترفيهية اخرى 


( اقدم شكري الوافر الى الاستاذ يونس محمود الحمداني الذي زودنا بمعلوماته الغنية عن المحلبية )








ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *