الحب.. بطريقة اخرى
الحب .. بطريقة أخرى
بقلم وهاب شريف
أستمع الآن إلى شجون الأيام
التي يرددها على حياءٍ
طائرُ الحسّون
ما المسوّغ الذي جعلنا بعيدين عن بعض
سوى فرصة لحياة غير حياتك الفقيرة
وانتهاك حرمة القلوب والأحاسيس المقدسة
الإشتياق إلى كتاب حزين يهديء خوفي
وأنا أشعر بالرغبة الى أن أضمَّك
إلى لهفتي لأشعر بالحمام والشجر
العاشقون يقولون شيئا مشابهًا لما قاله السابقون
وتأبى القصيدة أن تقول حزناً قاله الراحلون
وأمتنع عن تقليد ما قلّدَ الآخرون
سأجمع الورد والحطب َ على حد سواء
سألتقي من أشعر بالإكتئاب
إذا ما التقيتهم
سأمرُّ في شوارع المدينة مبتسماً مثل باب مزرعة
سأقرأ ُ الرحلات والمغامرات والخرافات
سأخاصم جاري وأخي الذي جاء بعدي
سأغيبُ عن بعض الدروس
سأشرب الشاي بشراهة
سأستثمرُ حاجياتي الخاصة اعتزازًا بها أمام أصدقائي
ليشعروا إنني أهتمُّ كثيرا بما أحبُّ وأكرهُ
وخصوصا أنت أيتها المثيرةُ
للجوع والعطش.
الزحام الذي أتنفسه شبيه بالفراغ الذي تعانين منه .
العثور على مدينة تحت الأرض
مثل العثور على مفرداتي الضائعة
مثل العثور على امرأة يانعة
مثل معاناتي وانزياحي
مثل غزل الطفولة .
أغيّرُ ملابسي وشكل ذقني
أجدّدُ نوع سيجارتي بأرقى منها
لا أثبتُ في مكان
لا أغيّر أصدقائي
لا أفرّط في علاقاتي
أسعى لتشييد حصون مانعة للعداء
أرتّبُ غرفتي وفق حاجة ضيفي
لا أشكُّ كثيراً بالذين انفرطوا من مسبحتي
أشكُّ كثيراً بالذي استطاع أن يقاوم رقَّتي ومحبتي
أو أن يصمد قدّام قلبي ووضوحي.
هكذا يعمل النمل والنحل صورةً للحب ّ المختلف
وهكذا يكتب بعضُ يتيم ٍ مستجد ٍ أقاويله الجديدة عن تطلعاته .
أغلب الذين أساؤوا إلى
مرحه ووضوحه ووحدته وغربته وانفراده
لديهم نوايا رديئةٌ أشدُّ وقعاً على الله
يعرفهم لئيماً لئيماً جيداً
ويعرفون أنه يعرفهم
وهذا ما يوجعهمْ .
الليمونة التي في يدي لا تذبل
الوردة التي في صدري لاتخبو
المفردات التي في فمهم لا يشدها خيطٌ
ولا أنا أستطيع التراجع عن مخلفاتي وتصوراتي
العصافير تعرف الشاعر الذي أطلقها
الأغنيات تعرف الصبيُّ الذي بكى من رقتها
وابنة الجيران لايمكنها الا أنْ تتذكر يوميا
والدها الآخر الذي اشترى لها
طيلة فصل الشتاء
ما احتاج اليه الفقر
والعراق .
No comments: