أخـر الأخبــار
Loading...

الفكر المتحرر وحرية التفكير ... مخاوف وصراعات توطئة

الفكر المتحرر وحرية التفكير ... مخاوف وصراعات 
توطئة
بقلم عماد جبار المياحي 
ضجة كبيرة تسببت بها حادثة رفع علم المثليين في بعثة الاتحاد الأوربي والبعض طالب بطرد السفراء المسؤولين عن الحادثة رغم ان ارض السفارة تعد تابعة للدولة التي أرسلت بعثتها بحسب القوانين والاتفاقات الدولية وارجع البعض الأمر إلى جانب أخلاقي عزا فيه ذلك إلى احترام العادات والتقاليد .

وبحسب موقع ويكيبيديا :
تغير تصنيف المثلية الجنسية في الدليل التشخيصي والإحصائي المنشور عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين عدة مرات في إصداراته المختلفة، بداية من تصنيف المثلية بأنها اضطرابا عقليا ضمن اضطرابات الشذوذ الجنسي، ثم صنفت علي أنها اضطراب توجه جنسي (في الإصدار الثاني)، تلي ذلك إدراجها في تصنيف خاص "المثلية الغير منسجمة مع الأنا" (في الإصدار الثالث) إلى أن تم اسقاطها تماما باعتبارها تنوع جنسي طبيعي.

ولأن المجتمع العراقي يعتمد القوبلة في التفكير نجد أنفسنا أمام تناقض فكري دائم بمختلف القضايا سواء كانت سياسية أو اجتماعية ففي الوقت الذي واجه المجتمع انفتاحا كبيرا في فترة الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ وما تلاها وبدلا من استغلال ذلك الانفتاح وحرية التعبير لتشكيل رؤى تخدم المجتمع فقد تكتل المجتمع وفقا للقبلية أو العنصرية أو المذهبية وهذه التكتلات بمحتواها العام تكاد تتشابه اذ يحكمها نسق من العادات والتقاليد والمثل والقيم التي لا يمكن الشذوذ عنها باعتبارها عرف سائد وما يخالف ذلك يعتبر نشوزا وعلى النقيض من ذلك يسعى التنويريون والعلمانيون لنسف هذه العادات وإيجاد نظاما مدنيا يسوده المساواة وتقبل الآخر بكل مساوءه وحسناته الأمر الذي يعتبره أصحاب التكتلات خروج عن المألوف وهنا يكمن الصراع أن الطرف الأول (الكتلويون) يسعون لبقاء المجتمع كما هو بكل محاسنه وسيئاته متخذين من العقل الجمعي الذي فرضته الجماعة اساسا ومنهجا و(التحرريون) يسعون لنسف القوالب القديمة وتقبل المجتمع بحسناته وسيئاته . متخذين من تجارب الدول المتقدمة اساسا ومنهجا وقد ينعكس ذلك الصراع حتى على الوضع السياسي للبلاد إذ تقابل موجات الرفض الواسعة جمهورا ضخما قبل بالواقع السياسي الفاسد في سبيل الحفاظ على القوالب التي رسمت له رغم إقراره بوجود الفساد وحاجة البلاد للإصلاح وعلى النقيضين لايخلو مجتمع ما من المحاسن والمساوء 
ونحن بحاجة فعلا لإصلاح الكثير من العادات والتقاليد والقوانين التي تحفظ للفرد حريته وكرامته وبنفس السياق تحفظ للمجتمع عاداته وتقاليده .
اقول إذا أردنا فعلا المجيء بقوانين ترضي الجميع وتؤسس لمجتمع مدني ناجح يحفظ الحريات والعادات يجب ان نكسر حاجز الخوف من الفكرة ونترك العقل يقود الأشخاص بدل من الجماعات هنا سنتمكن من مناقشة اي موضوع بلا تعصب وتهجم والخطوة الثانية يجب أن نعي أن السلوك الذي يعد صوابا في مجتمع ما قد يعد شذوذا في مجتمع آخر فخصوصية المجتمعات مشابهة لخصوصية الأفراد ولايمكن تعميم كل شيء على الجميع 
ختاما لما سبق القوانين الناجحة التي تعمر طويلا هي التي تنشأ من واقع المجتمع ويشعر المجتمع بفوائدها عند التطبيق وما خالف ذلك سيبقى حبيس الرفوف لا اكثر 
#عمادالمياحي
20²0

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *