النص النثري أم القصيدة النثرية؟
النص النثري أم القصيدة النثرية؟
لا زال الصراع محتدما بين انصار القصيدة العمودية وقصيدة النثر ، ويصل النقاش بينهم احيانا الى ان يتهم احدهم الاخر بمختلف التجنيات على اللغة وبمختلف النعوت والالفاظ.
(وفي يوم ما وبحضوري وصل النقاش بين اثنين الى التشابك بالايدي) ربما هي عادتنا في التعصب الى شيء ما ومن حسنات هذا التعصب انه تعصب ادبي ومن مساوئه انه تعصب وتشدد الى شيء ما ، وهو ما يفقده جماليته غالبا.
اما موضوعنا الاساسي هو النثر بين التسميتين النص والقصيدة ، ولا زال صراعا قائما ان صحت تسميتها بقصيدة او لا باعتبارها خالية من الوزن والقافية التي تتميز بها القصيدة العربية وان كانت متحررة احيانا من القافية كما في القصيدة الحرة ، إلا أن الوزن والذي يعتبر موسيقى النص موجود بقوة.
اما عند الغرب فقصيدة النثر هي قصيدة لكن ايضا تتمتع بموسيقى خاص بها كما لدى روادها (رامبو وارثر وسوزان) اما لدينا نحن العرب فنختلف تماما في قصيدتنا النثرية والتي تتميز بموسيقاها الداخلية وكثافتها اللغوية وضربتها الشعرية.
ان هذا الاختلاف بين القصيدتين الغربية والعربية ربما هي سبب الخلاف القائم بين انصار القصيدة العربية وحدهم ، فكما نرى ان الغرب من خلال ترجماتهم للدراسات وان كانت اقل بالنسبة للحجم الابداعي المتروك هناك والذي ينتظر اكتشافه من قبل احدهم في يوم ما ان القصيدة الغربية عانت ايضا من صراعات للظهور فاللغة القديمة للقصيدة الانكليزية تختلف تماما من حيث الشكل والوزن والموسيقى وكما هو معروف للجميع انها تخضع لاحد القوانين الموسيقية وان غلبت الشكسبيرية عليهم عادة.
لنعد قليلا الى قصيدة النثر العربية والتي ظهرت من مدة ليست بقليلة حتى ان لها كتاب ورواد قبل القصيدة الحرة التي ابتكرها السياب.
وهذا ما اعتقده تطورا عكسيا فان عدنا الى اصول القصيدة ما قبل الاسلام وقبل المعلقات لا نجد اي نتاج قد وصل غيرها، وهذا دليل ربما ضعيف نسبيا ان المعلقات نفسها كما يقول طه حسين في كتابه (في الادب الجاهلي) فيها شك بان تكون من فترة ما قبل الاسلام.
اذن ان قصيدة النثر هو تطور عكسي وهذا رأيي الشخصي للعودة الى اصل النصوص والشعر ، فقبل ان يعرف الوزن سواء كان سماعيا او منظوما لا بد ان الكتابة كانت نثرا سواء كانت قصيدة او قصص.
وهناك شواهد كثيرة على هذا ومن اهمها القصص المشهورة التاريخية ، سواء كانت غربية او عربية.
ليست هناك تعليقات: