"ما اختاره" بقلم الشاعر أسعد الزاملي
ما اختاره
بقلم الشاعر أسعد الزاملي
ما اختــاره ربّــا لــه ويعــــــاتبُهْ
وبمــشهد الحيرانِ راحَ يُخاطبُهْ
يجــترُّ من قبرِ الشُّــكوكِ تســاؤلا
وتفوحُ من فــحوى الحوار مآربُهْ
ما حاور الفوضى الّتي تقتات من
أهدافِه حتّــى تصـــــحَّ مطـــالبُهْ
بل راحَ ينصفَُ لدغةَ الوهمِ القديمِ
غــداةَ دبّّت في العُـــــقول عقاربُهْ
وكأنّما نـــزقُ الحداثةِ أن يكونَ
مخــــالفا كي تستساغ َ مشاربُهْ
ديكٌ ينكِّــــس رأسَه لفتاتِ فك
ــــرِ التّيهِ لمّـــا لان ذلّا جــانبُــهْ
فمراتعُ الأفــكار ســيقتْ منذُ أن
خُطّت بأقــلام المجون شواربُهْ
وحقائقُ الإيمـــان نـــال كشوفَها
من ترّهـــات النفسِ حين تلاعبُه
وتـــراه رَُغم خـنوعِه وخضوعِــه
تمتدُّ نـــحو المُثبَـــتات مخالبُـــهْ
قد عشـــعش الشّيطانُ في آذانه
ويــحوك أســـئلة له ويجاوبُــــهْ
أعمى بصيرتَــــه فظــلّ بلا هدى
وطفتْ على الفكر السّليمِ شوائبُهْ
ومـضى بنقـــدٍ قد تعــــتق بالأنـا
حتّى تجــــلّت للنّـــقيّ رواسبُــهْ
فيُحدِّثُ الّلاهين عن ربِّ الهــوى
وعلامَ سُنّت في الوجودِ مذاهبُهْ
وعن النُّــبوءاتِ الّتي أستلَّتْ من
الخيبات حين مضتْ إليه تجاذبُهْ
ويحاكمُ المـــولى بذنـــب عباده
ويلومُه بفـعالِهم ويحــــاســــبُهْ
في نظرةٍ عــوراءَ ما التفتتْ إلى
المعنى وسارتْ في الظُّنون مراكبُهْ
فالعدل وهــمٌ والرضا ذلّ.... إلى
ما شئتَ من لغطٍ تسوءُ عواقبُهْ
يا أيها المسكين حســبُك حسرةً
عند الحِمام غــــداة يُردى كاذبُهْ
فلكم مُلئـــتَ من الــــغرور فما
نزا في شُـــبهةٍ إلا وفكرُك راكبُهْ
فهناك لا تُنجيكَ غانــيةُ الــحياةِ
ولا لســـانُك تُســـتعادُ مواهـــبُهْ
فلئن أصبتَ بما ادّعيتَ ولم تجدْ
عـــدلَ الإلـَــه فقد أتتــــك نوائبُهْ
فجزِعتَ في الدنيا ونــلتَ تعاسةً
وقضيتَ عمرا في المراء تحاربُهْ
وإذا تبيَّـــن أنَّ عــــدلَه قائــــــمٌ
فانعمْ بخلدٍ في الجحيمِ مراتبُهْ
ليست هناك تعليقات: