ليتَ
ليتَ
هديل الدليمي
ليتَ للعينِ رخصةً من سباتِ
تعتقُ القلبَ من لظى الذكرياتِ
.
ليتني أستكينُ برهةَ ليلٍ
تلهبُ النومَ في جوى حدقاتي
.
أتوارى هناكَ خلفَ خمودي
أسلكُ الصمتَ من جميعِ الجهاتِ
.
لستُ أهوى الحياةَ من غيرِ خِلٍّ
يجتبيهِ الفؤادُ في الخلواتِ
.
سهمُ عينيهِ ثاقبٌ يستبيني
يخطفُ اللبَّ سالبًا سكناتي
.
أرتوي من عذابهِ عذبَ وجدٍ
سائغٍ من سلالةِ المسكراتِ
.
بينَ جنبيهِ قاطنٌ كلُّ كلّي
خاشعٌ كالقنوتِ في الصلواتِ
.
يملأُ الروحَ عطرُهُ والحنايا
كاندماجِ الدموعِ بالأغنياتِ
.
أمنياتٌ صغيرةُ الحجمِ لكن
نظرةُ البختِ لا ترى أمنياتي
.
لهفُ نفسي عليهِ فاقَ احتمالي
عاتِقُ الصبرِ لا يُقِلُّ شتاتي
.
يا سوادَ الصباحِ إذ لا تلاقي
داكنُ الفقدِ باثقُ الظلماتِ
.
ساعةُ الوصلِ طائرٌ في سماءٍ
ولها في الهجيرِ سبيُ العُتاةِ
.
إنهُ البعدُ ساحقٌ كالمنايا
يُضرمُ الموتَ في ربوعِ الحياةِ
.
لن ينالَ الهناءَ مترفُ حالٍ
لا ولا عائلٌ طوى الأزماتِ
.
كلّنا للشقاءِ طُعمٌ هزيلٌ
ضامرُ البأسِ شاحبُ القسماتِ
.
ليسَ أكذوبةً هواهُ وليلي
فائقُ السهدِ ناحلُ الخطواتِ
.
لا حروفٌ تشفي غليلَ اشتياقي
لا عروشٌ تهزّها كلماتي!
.
.
ليست هناك تعليقات: