قراءة في صور نادرة تنشر لاول مرةسور قلعة تلعفر الاثرية سنة (1912) في العهد العثماني بقلم سعيد عباس اوغلو

قراءة في صورة نادرة تنشر لاول مرة

سور قلعة تلعفر الاثرية سنة (1912) في العهد العثماني 

بقلم سعيد عباس اوغلو

القسم الاول

سور قلعة تلعفر الذي كان يعتبر واحداً من اهم معالم القلعة الآثارية والحضارية , احتضنت عبرها حضارات متنوعة وأمم مختلفة وشهدت غزوات وفتوحات ولعبت دورا هاما في صد هجمات الاعراب وحصار الولاة. وهذه هي أحد جوانب سور قلعة تلعفر قد أسهم الزمن والهجمات في تأكل تحصيناتها الدفاعية القديمة, ورغم ذلك ترى أن العمل المتقن للبنائين الأصليين واضح من بقاء تلك الأقسام على الحالة الظاهرة في الصورة حيث تبدو الواجهة الداخلية للسور المحيط بالقلعة في الجهة الجنوبية وقد تهدمت معظم المباني الملتصقة به وما تبقى من السور نجد المزاغل التي اقيمت في الجدار وهي على هيئة نافذة مستطيلة الشكل طولها يكفي لوقوف الرامي للدفاع عن السور في حالة تعرضها لهجوم الاعداء قائمة في الجزء السفلي والعلوي من السور بالاضافة الى المتاريس بهيئة ثقوب مدورة صفت متراصه على امتداد السور, وكما يبدو في الصورة بقايا جزء من البرج (طاق) تحتوي على فتحات ذات عقد نصف مستدير ومذبب تخترق بدن البرج بأتجاه الخارج كانت محلا توضع بها المدافع. بالاضافة الى الشرفات مسننة التي توجت الجزء العلوي للسور صفت متراصه لتحمي المدافعين خلفها. لقد كانت هذه اخر اسوار القلعة المتبقية من العهد العثماني قبل ان يقدم الانكليز بعد احتلالهم المدينة سنة 1918م على هدمها وبناء الدوائر على انقاضها. ومن الظريف انك تشاهد طائر اللقلق واقف فوق السور وهذا يدل على ان الصورة اخذت في فصل الربيع.

القسم الثاني 

هذه الصورة تمثل لنا جزءا من الواجهة الداخلية للسور, حيث نلاحظ بعض المباني القائمة في هذا الجانب ملاصق بناؤها لسور القلعة حتى انها تشكل قسما من السور نفسه, وهي عبارة عن مجموعة من البيوت والازقة وما تبقى منها تظهر الوحدات المعمارية التي كانت قائمة في هذا الجانب من بناء القلعة, كما نلاحظ المتاريس بهيئة ثقوب مدورة قائمة في الجزء العلوي صفت متراصة على امتداد  السور يتوجه شرفات دفاعية متداعية. كما نلاحظ المزاغل قائمة في الجزء السفلي من السور وهي على نفس هيئة المزاغل التي شاهدناها في الصورة المنشورة سابقا. وعن هذه الاسوار قال الاثاري الالماني أرسنت هرتزفلد (ان بناءه متأخر كما يستدل ذلك من الجدران الرفيعة والمتاريس بهيئة ثقوب مدورة كانت تستعمل للرمي).