مصل إيجابي بقلم الشاعر عماد المياحي

مصل إيجابي

بقلم عماد المياحي

ينشأ الابداع من وسط الركام كصرخة إنسانية بوجه الخراب لترمم الأرواح المتعبة هكذا كان للشعر والموسيقى ومختلف أنواع الفنون دورها البارز كلما عصفت الأزمات بالمجتمعات البشرية وهي تسير بخطٍ متوازٍ الى جانب العلوم الإنسانية التي تشكل خط الصد لتلك الأزمات ومع كل حالة سلبية تقدم تلك الفنون والعلوم دفعات إيجابية مضادة تارة بلمحة فنية وأخرى بأساليب علمية ممنهجة تتبع اسلوب البحث العلمي ولا اود تعقيد الحديث بنسب وإحصائيات كما أني لا أميل للسرد العلمي الذي يكون مملا بطبعه فينفر منه القارىء 

ما أود قوله إن لكل شيء مظلم ثمة جانب مضيء يقبع في داخلنا فالعلوم الإنسانية سميت بهذا الاسم ليس لأنها تهتم ببناء الإنسان فقط بل لأنها تكمن في قدرته على التكيف والتقبل والتعايش على مستوى الفرد والمجتمع 

ومزاولة العمل الانساني يصاحبه الابداع وتعززه روح الجماعة ما ينتج عنه صلاح للفرد والمجتمع فبدلا من بث الطاقات السلبية في ظل هذه الظروف الاستثنائية العصيبة فليبحث كل منا عن ذلك الجانب المضيء في داخله وان كان وصل إلى مرحلة متقدمة من اليأس فالاستسلام موتٌ بطيء سابق لأوانه فما بالك اذا كنت قائدا وكل منا قائد فالاستاذ قائد بنظر طلبته والاب قائد في وجدان أبناءه فإذا تمكن اليأس من القائد سقط الإتباع في نفس الدوامة دون معرفة سبيل للخلاص ولنكن منصفين أكثر النفس الإنسانية المتأثرة بالبيئة المحيطة والصدمات من البديهي جدا أن يصاحبها الإحباط في كثير من الوقت وتكون ميالة للعزلة ولعل الاكتئاب سيكون مرض العصر في السنوات المقبلة كنتيجة طبيعية لهذا الفراغ القاتل المصحوب بالخوف .

لكن تغذية الاحباطات ببثها بدلا من تنفيسها سيكون بابا للاحباط الجماعي وهو أول ملامح الهزيمة فاحذروا ذلك