عن البوح والفضفضة

عن البوح والفضفضة 

بقلم : عماد المياحي 

يشترك الناس بتلك الصفة التي من خلالها يتم افراغ المكبوتات وان كانت ليست ذات مغزى سوى الكلام  الا انها اسلوب فاعل يخفف من الطاقات السلبية داخل النفس ولعل النساء يكثرن منها في جلساتهن على مستوى الصداقات او الاهل حتى اخذت طابع ممنهج في بعض المجتمعات العربية باقامة صالونات لذلك الغرض وغايتها تفريغ ومناقشة بعض المشاكل الاسرية والاجتماعية المتعلقة بالمرأة وبرغم كونها لا تعد حالة محمودة لكونها لاتدار من قبل مختصين الا انها تبين اهمية الفضفضة للمرأة 

لنتعمق اكثر في الموضوع في استطلاع للرأي  عبر صفحة ركن الاستشارات النفسية على الفيسبوك كان السؤال لمن تفضل البوح فاظهرت لنا نتائج التالي 

40٪ من المشاركين فضلوا البوح لأناس عابرين بينما فضل 33٪البوح لأشخاص مقربين فيما عبر 13٪ ان البوح لله والدعاء هو الطريقة الاكثر امانا وحفظا للاسرار فيما قال 14٪ انهم يفضلون عدم البوح لأحد والاحتفاظ بمكبوتاتهم لأنفسهم 

وبرغم اختلاف جهة البوح الا انهم اتفقوا بنسبة 86٪على ضرورة البوح مقابل 14٪ رفضوا ذلك وبهذا يتضح لنا ان الامر استحق المناقشة مما يدعوا لشيء من التفصيل فالفضفضة بمفومها العام هي البوح بالكلام الذي تحتفظ به والذي يسبب لك الألم اومشاعر الحزن والقهر ويتخذ عدة طرق تصب في غاية واحدة وهي التخلص من المشاعر السلبية ومن اهم طرق الفضفضة الكلام عن مشكلاتك للاصدقاء والمقربين او عن طريق الكتابة على الورق فيما اتخذ البعض طرق اخرى تسمى بالتفريغ الابداعي وتتم عن طريق كتابة الشعر والخواطر وقد يتخذ اشخاص اخرون طرق اكثر رمزية كالرسم والنحت كوسيلة تعبيرية فيما يتجنب اخرون البوح لكنهم يلجأون الى اساليب تفريغية اخرى كالتكسير والتمزيق والبكاء وكلها غايتها افراغ الاشياء المكبوتة 

ولعل الفضفضة رغم الاهمية البالغة التي تمكننا بعدها من تقبل الامور والتفكير بطريقة اكثر ايجابية نتيجة اخراج المشاعر السلبية الا انها تعتبر سلاح ذو حدين خصوصا بما يتعلق بالاسرار الزوجية والامور العائلية والتي قد تفشي اشياء لا يجب افشاءها لذلك من الواجب اختيار الشخص الذي من الممكن ان نبوح له ليكون اكثر امانا وقد يلجأ البعض للمختصين بهذا المجال من نفسانين واخصائين للحصول على النصيحة وانا شخصيا اعتبرها الطريقة الافضل وتكمن الافضلية فيما يتمتع به المختص من خبرة في هذا المجال تجنب الناس الوقوع في الخطأ على الرغم من ذلك يفضل نسبة كبيرة من الناس البوح لأشخاص عابرين وعادة ما يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض لينالوا حرية اكبر في التعبير ويتحرروا من القيود الاجتماعية والنفسية مخلفين مواجعهم على منصاتهم الوهمية ليمضوا بسلام ..