أخـر الأخبــار
Loading...

الدوافع والغرائز كيف تشكل سلوك الانسان



الدوافع والغرائز كيف تشكل سلوك الانسان
بقلم الدكتور سعد عبدالله البياتي

قد يخلط الكثيرون بين مصطلحي الدوافع والغرائز، حيث تمثل الغرائز المحددات الوراثية لتفريغ الطاقة العصبية اذ تربط بين الغريزة والانفعال، ولكل غريزة اساسية انفعالها المميز والذي تكون استثارته جزءاً رئيسيا من وظيفة الغريزة، فلكل سلوك غرض والغرائز تستثير الانفعالات بحيث يحقق نشاط الانسان تلك الاغراض، وهناك تصنيفات كثيرة لانواع الغرائز الانسانية ولعل اكثر التصنيفات مقبولية ماجاء به العالم البريطاني ماكدوجال حيث صنف الغرائز ويقابلها انفعالاتها الخاصة بها وهي:غريزة القتال ويلازمها انفعال الغضب والخوف، غريزة الفرد يلازمها انفعال المحافظة على الذات، غريزة البناء ويلازمها انفعال التعمير، وغريزة القطيع ويلازمها انفعال الانتماء، ولكون هذه الغرائز تعتبر بايلوجية وراثية تنطبق على الكائنات الحية بشكل عام، تعرضت لانتقادات كثيرة.
ولذلك حلت الدوافع الاهتمام الاكبر في تفسير سلوك الانسان وتوجيهه، حيث يعرف الدافع هو الطاقة التي تدفع الانسان لان يسلك سلوكاً معينا في وقت معين، اي انه يكون مدفوعا في سلوكه بقوة داخلية تجعله ينشط ويستمر حتى يتم اشباع الدافع.
والدافعية عند علماء النفس مصطلح يدل على سلوك الأشخاص في المواقف المختلفة، فهو يدل على العلاقة الديناميكيّة بين الكائن الحي ومحيطه، ويضم العوامل الفطريّة والمكتسبة، الخارجيّة والداخليّة، الشعوريّة واللاشعوريّة، وكل ما يتعلق بالنشاط الذهني والحركي، فهي مجموعة من الحوافز موجودة في سلوك الكائن الحي، سواء كان حيواناً أو إنساناً، ويختلف السلوك الإنساني بأنه قائم على اختبارات واعية، ودوافع موجودة في اللاوعي، وعلماء النفس يستخدمون مصطلح الدافع للتعبير عن الحالة الداخليّة النفسيّة التي تدفع الشخص نحو سلوك معين لتحقيق هدف ما، فهو قوة محركة للسلوك، فالطالب يدرس ويجتهد لتحقيق هدف النجاح، والوصول إلى مركز اجتماعي معين، وهذه الدوافع نستنتجها من السلوك الصادر عن الشخص، فالسلوك المتوجه للاختلاط بالناس يكون دافعه اجتماعي، وإن كان متجهاً إلى الطعام، يكون الدافع الجوع، وان اتجه إلى الشراب، يكون الدافع العطش.
أنواع الدوافع تتعدد أنواع الدوافع منها ما هو داخلي، ومنها ما هو خارجي:
الدوافع الفطريّة: وهي الدوافع التي يولد بها الإنسان وهي ملازمة له غريزياً، ويشترك فيها جميع الكائنات الحيّة، فلا حاجة إلى تعلمها، كالجوع والعطش، والجنس، والأمومة. 
الدوافع المكتسبة: هي الدوافع التي يكتسبها الإنسان من بيئته، ومن خلال تفاعله مع المجتمع فهي دوافع متعلمة، كالدافع إلى الحب، والتقدير، والأمن، والاستقلاليّة، والتحصيل. 
أما عن دوافع التعلم، فهي: دافعيّة خارجيّة: يكون مصدرها خارجي، كالمعلم، وإدارة المدرسة، وأولياء الأمور، والأصدقاء، فقد يندفع الطالب إلى التعلم إرضاءً لوالديه، أو إرضاءً لمعلمه. دافعيّة داخليّة: وهي دافعيّة تنبع من المتعلم نفسه، فيندفع إلى التعلم بناءً على رغبة داخليّة إرضاءً لذاته.
للدوافع فوائد كبيرة تعود على الفرد والمجتمع بشكل عام ، ومنها:
 تساعد الإنسان على اكتشاف نفسه، والتعرف عليها، والتصرف وفقاً للظروف والمواقف. 
يكتسب الفرد القدرة على تعليل تصرفات غيره، فمثلاً: الأم في بيتها ترى مشاغبة أطفالها سلوكاً مرفوضاً، ولكنها إن عرفت أن هذا السلوك نتيجة فقد الطفل إلى العطف، وأنه بسلوكه يسعى إلى لفت إنتباهها، فإن ذلك سيساعدها على تغيير سلوكهم.
 تساعد على تحسين السلوك الإنساني عند معرفة دوافعه، وبالتالي فبالإمكان توجيه هذا السلوك إلى وجهات تقيد المجتمع والفرد. 
تلعب دوراً إيجابياً، ومهماً في ميدان التوجه والعلاج النفسي، لأهميتها في تفسير سلوك الأفراد واستجاباتهم.
 تلعب دوراً مهماً في بعض الميادين، كميدان التربية والتعليم، والقانون. 
نصائح لزيادة الدافعيّة يوصي علماء النفس بالحرص على زيادة الدافعية عند الأفراد ، ومن هذه النصائح 
قيام الفرد بتحديد أهدافه بشكل واضح. 
اهتمام الفرد بكافة المحفزات التي يمكّنه الحصول عليها عند الوصول للهدف. 
حل كافة المشكلات التي تواجهه بالطرق الإيجابيّة بعيداً على القلق والتوتّر والعصبيّة، واستخدام استراتيجيات مدروسة وفعالة لهذا الغرض. 
اختيار الطرق البسيطة والسهلة قدر الإمكان والابتعاد عن الطرق الصعبة وغير الواضحة. 
تعويد النفس على تحمل مسؤولية الفشل أو النجاح.
 الاعتماد على الذات في أداء الأعمال وتحقيق الأهداف. 
التنظيم والانتباه، في الحياة العلميّة والعمليةّ.

No comments:

Contact Form

Name

Email *

Message *