حول عاشوراء
حول عاشوراء
بقلم كوناي البياتي
خلال بحثي من أقسى مااتفق لي أني فُرِغتُ من كتابة هذا المقال ثم وددت نقله بالرغم انني لم أستطعْ التعمق فيه وبالرغم من أن هذا المقال أخذ مني جُهداً ووقتاً إلا أني صرفت عنه بألم شديد اعتراني ونالني منه نقلةً في الدماغ ووسوسة في النفس بأني هل سأوفق في هذا المقال، فشعرت بأننا قُدامى وتفكيرنا ضيق وتقديرنا لعاشوراء أضيق مايكون، فعاشوراء أفق السماء ،لذا نحن بحاجة إلى تفسير اكثر حداثة وواقعية على نحو عام وشخصية الحسين على نحو خاص ، من هنا بدأت البحث في شخصية الحسين ناضرة على نية سورة، سورة الحسين الى سورة الفجر، واجد سبيلاً ابدا فيه بحثي، وتأكدت حينها أن كل مافي الفجر سرٌ، وسر الحسين، هو الفجر حيث هو بازغٌ كل يوم حين غلبت روحانيته على قواه المادية لذا فقد سما الحسين بقواه الروحية فعانق ملكوت السماء حينما تبث على العقيدة واثبتها في النفوس حتى نضحت شخصية الحسين قوة من الوجود نضحت في إنسان مختار أصلح الوجود الإنساني حتى فائت هذه الشخصية بظلالها على الإنسانية جمعاء، لقد وهب الحسين للحياة معنى وللوجود معنى وجعلها تستمر، اي أعطى للمبدأ قواه الروحية فتحول الحسين الي مبدأ، وعقيدة، وأن كل مافي الأرض مسخرٌ لإحياء هذه العقيدة وجعلها تستمر،واما عاشوراء فعندما تخيلناه بكاء وعزاء ومظلومية فقط فقد أبتعدنا عن الدقة في وصفه ولم نعطه ِ حقه، الحسين كان مظلوماً واصحاب الحسين مظلومون ، نحن لا ننكر هذا ولكن سيوقفنا سؤال وهو: ما سرّ النصر هذا؟
وكيف بزغت تلابيبه ؟
بالرغم أن الحسين وأصحابه استشهدوا والعيال سُبيت والخيام نُهبت والاجساد أُنتهكت ، فكيف يا تُرى انتصر الحسين من نقل لنا الواقعة المؤلمة ،إن ينتصر....لهو اسمى..،اني وضعت هذه التساؤلات مثالا وإلا فالحسين لم يمت ويجب علينا هذا ان نبحث في سر هذا النصر ولو تعمقنا قليلا أدركنا أن من نقل الينا هذه الاخبار هم أبطال عاشوراء الذين بقوا ليسردوا لنا الحقيقة بكل تفاصيلها دون زيف او مبالغة، ولو ادرنا حواسنا نحو السماء لسمعنا صدى صوت الحسين وهو يردد ترنيمة النصر ويشدو لحن الشهادة .وإنني ركزت على ثلاثة جوانب خلال بحثي وهي
الجانب الأول /سر النصر
الجانب الثاني / الوراثة للحسين
الجانب الثالث / لماذا لم يتم الحسين حجه،
● سر النصر
هل من ناصر ينصرني؟
إن الحسين أعظم مغلوب منتصر في تأريخ البشرية، الحسين أنموذجا للنصر وفي الوقت نفسه للمظلومية، وإن المعنى من ترديد الحسين للنداء كان لا يعني ذلك الزمان والمكان، إننا على يقين أن نداء الحسين نداءٌ يعترض التاريخ واليوم والغد والمستقبل،
نعم سؤال هنا بدر في ذهني وأنتم حاولوا أن تسألوا أنفسكم
هل أجبنا نداء الحسين عندما قال هل من ناصر ينصرني
الجواب /لا مع الأسف
وبدل أن نستجيب لنداءه اخمدناه وأسكتنا هذا الخطاب وخيبنا آمال الحسين بالنصرة على مدى التاريخ، اخمدناه بالبكاء والعزاء ويبدو أننا لم نحصد من عاشوراء غير البكاء والحزن أظن أن عاشوراء لم يقتصر على البكاء ولا العزاء عاشوراء كوكب خاص يضم الآف و الآف من الموالين عاشوراء أسطورة وهبة نعيش على إثرها فالحسين لا يريد منا أن نبكي فقط بل يريد مناهضة يريد نتاج وإقامة دولة متماسكة دولة عظيمة، فالحسين حول الأرض العقيمةإلى صحراء ناتجة ناجية لأهلها، ولو دققنا في نداء الحسين عندما قال هل من ناصر ينصرني لوجدناه في غير معناه لان الحسين كان يعلم أنه ليس هناك ناصرٌ أو ثائرٌ له فمن يسمع نداءه في تلك الصحراء الخالية الجافة، يا إلهي كم يوم عاشوراء غير قابل للتحمل، الإمام كان يدرك جيدا أنه ليس هناك ناصر أو ثائر له بل سؤال الحسين سؤال يعترض التاريخ فنداؤه لنا جميعا، يحدثني قلبي أن الحسين في هذه اللحظة الصعبة والأعداء حوله والجثث مرمية ولكن بالرغم من كل ذلك كان يفكر بنا كان كل همه أن يترك لنا رسالة؛ نعي به غاية ثورته وماالهدف من ذلك وأن نستمر على طريقه، وأظن أن الحسين قد أبدع في إيصال رسالته، الكيفيةٍ، الطريقةٍ، فكان بأستطاعته أن يلهج بنداء آخر ولكنه اختار هذه الجملة ليكون لها تأثير وبصمة يبقى أثرها على مدى التأريخ فلخص كل رسالته في هذا النداء عندما قال هل من ناصر ينصرني، لو دققنا لغوياً في هذه الأداة اداة استفهام، ، لوجدنا من الواجب ان تجاب على هذه الأداة ب لا اونعم،
ولكن في تلك اللحظة كان الحسين واثقاً أنه هنالك إجابة لهذا النداء نعم،،، لا أستبعد أن السماء استجابت للحسين عندما قال هل من ناصر ينصرني.. أتخيل أن الله عزوجل أوحى اليه قائلا نصرتك عبدي، ونصرتك أمتي وخلقي. ونصرك نصراً ممتداً على إمتداد التاريخ ، نعم فالحسين أعظم مغلوب منتصر، الذين حضروا عاشوراء اعتقدوا أن يزيد غلب الحسين وهذا النصر نصرٌ مرئي نعم. لان الحسين واصحابه أستشهدوا جميعهم وغلب يزيد وأعوانه، ولكن بعد أيام،بعد سنين، بعد قرون، اين يزيد من الحسين؟!!!
وأننا لو دققنا مرة أخرى في نداء الحسين لوجدناه عميقاً جدا في معناه الذي يفهم منه، سر عاشوراء، فقط سندرك ان نداء الحسين ليس نداءَ استغاثة وأن الحسين لم يعنِ بنداءه طلب معونة، أو مساعدته عدداً وعدة أبدا ، الحسين عندما خرج كان عازما على النصر لانه كان على يقين أنه ينتصر، وإنما قصد انصروني اي اعينوني على تكملة رسالتي واستمرارها، قصد بالنصر نصر المبدأ والعقيدة والصلاة والعمل الصالح ، وإن روح الهواء في ذاك الزمان كان كالمذياع في عصرنا هذا، فقد هبت أمواج الرياح لتنقل صدى صوت الحسين وهو يجلجل السماء والأرض ألا من ناصر فينصرنا، فلم تبقَ بقعة من بقاع الأرض ألا ولامسها صوت الحق صوت الحسين الأبي وهو يردد في صولة النصر الخالد ترنيمة الخلود، وانا استغرق في هذا النداء انحسر الغبار في قلبي وبدأت أنقل بنواظري عن صحيفة أعمالي فهل لي بعمل يكون، إجابة لنداء الحسين يعذبني الحياء والخجل فملامحي خرساء لا تستجيب او بالأحرى لاتملك إجابة لنداء الحسين،،
يا إلهي نحن إلى الآن لم ننصر الحسين
ليست هناك تعليقات: