الوطن صوته شاعر حوار مع جبرائيل السامر
الوطن صوته شاعر
حوار مع جبرائيل السامر
مااجمل ان ترتبط الأرواح بأحبائها والقلوب بمحبيها لكن الأجمل حين يكون الوطن هو المحبوب يقول ابن بصرة الحبيبة الشاعر جبرائيل ان الشاعر صوت الوطن والانسان دائما، والشاعر يحمل في داخله نبوة الخلاص و التحرر
كان لنا معه هذا الحوار
_من هو جبرائيل؟
_ مواطن عراقي بصري، يحمل على كاهله مسؤولية انتمائه لهذه الأرض الطاهرة صاحبة الحضارة الأقدم على وجه الأرض.
_كنت رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان الشعراء الشباب الأول كيف تقيمه بعد النجاح الذي حققه؟
_ المهرجان الوطني الأول للشعراء الشباب بدورته الأولى، دورة الشاعر الراحل أكرم الأمير، كان من المهرجانات الناجحة بل الأكثرها نجاحاً على مستوى البلد، فبميزانية بسيطة جداً استطاع أن يثبت وجوده بقوة وأن ينفرد من بين المهرجانات الوطنية التي ميزانيتها أعلى من ميزانيته بعدة مرات، وستكون الدورات القادمة من المهرجان أكبر من حيث التنظيم وأعداد المشاركين والمدعوين.
_مالهدف الذي جعلكم تفكرون بأقامة هذا المهرجان ومن دعمكم؟
_ المهرجان أقيم بدعم ذاتي منا أنا والأخ الشاعر حسين السلطاني، وساعدَنا بعض الأخوة ومنهم أصحاب المؤسسات الأدبية بتوفير أماكن إقامة الجلسات، كمؤسسة نخيل عراقي ومؤسسة بابل للثقافة والفنون ومنتدى النخب ودائرة الفنون الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة، كان هدفنا من المهرجان رعاية الشعراء الشباب واكتشاف مواهبهم وخصوصاً المبدعين الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالظهور أو الذين ظلمهم الإعلامُ والمهرجاناتُ الأخرى.
_هل سنرى مهرجان الشعراء بنسخته الثانية؟
_ بإذنه تعالى ستنطلق النسخة الثانية في موعدها وقد أعددنا لها العدة منذ الآن، وستكون أما في البصرة أو في الموصل، و كما هو مقرر للمهرجان أن يكون كل سنة بمحافظة، وسيتكفل المهرجان بكل تكاليف المدعوين، من نقل وضيافة، وقد حصلنا على وعد بدعم كل تكاليف المهرجان من قبل مؤسسة نخيل عراقي التي يرأسها الصديق الشاعر مجاهد أبو الهيل.
_ مهرجان المربد 33 سنوات ماذا أضاف جبرائيل للمهرجان وماذا أضاف المهرجان إليه؟
_ مهرجان المربد الشعري الذي هو امتداد لسوق المربد القديم حيث حلقات الأدب والشعر، وقد بدأت مشاركتي فيه منذ مربد 2015 ولغاية المربد الأخير 2019 ، فبالتأكيد يضيف لي الكثير، فإضافة لكونه المهرجان الشعري الأبرز في الوطن العربي، فهو محفل اللقاءات والتواصل مع أدباء وفنانين قدموا للمشاركة بفعالياته من جميع أصقاع المعمورة، أما ما أضفته للمربد -رفقة زملائي من الشعراء الشباب- بأن جعلنا للأصوات الشعرية الشابة مكانة ومساهمة لا تقل شأناً عن مساهمات الآخرين من الكبار في رسم المشهد الشعري العراقي والعربي.
_حدثني عن جبرائيل الناشط؟
_ عراقيٌّ يتمنى لو آخرُ رصاصةٍ تُطلق في هذا الوطن تكون في صدره وبعدها يعمُّ السلام، كل مااستطيع تقديمه للوطن قدمته من: صوت وقلم وتظاهر وتدويل لقضايا الوطن في المحافل والمنظمات العالمية، تظاهرت منذ 2006 ضد حكومة البصرة المحلية وقت الانفلات الأمني والاغتيالات شبه اليومية ومازلتُ ملازماً ساحات الاعتصام.
_دورك في ساحات الأحرار؟
_ إضافة للتظاهر والاعتصام، تناط بنا مسؤوليات أخرى قد تكون أهم وأصعب وهي الحفاظ على سلمية التظاهرات وتوجيهها بالشكل الصحيح بما يحافظ على الوجه الحضاري والمدني لها، فكل هذا وظيفة المثقفين والنخب ومسؤوليتهم إذ يتحملون العبء الأكبر فهم وجه التظاهر وصوته.
_من ضمن الأشخاص الذين قابلوا ممثلة الأمم المتحدة السيدة بلاسخارت، هل استطعتم من نقل صورة عن مطالبكم؟
_ بكل تأكيد نقلنا لها كل ماشاهدناه وتعرَّضنا له في ساحات التظاهرات من قمع تمارسه الحكومة وبعض المليشيات المستقوية بها، كما نقلْنا مطالبَ الشارع المتظاهر ووعدتْنا السفيرة بطرحها على المجتمع الدولي وقد فعلت.
_هناك انشطة وفعاليات تقام في ساحات التحرير مامدى تفاعل الناس معه؟
_ الفعاليات الثقافية وهي كثيرة من شعر ورسم ومسرح وحملات تطوعية لتنظيف الشوارع وجمع التبرعات للحالات الإنسانية، كل هذا صار جزءاً من التظاهر ، وصورةً تعكس حالة الوعي عند الفرد العراقي المتظاهر وهي صورة البلد أمام أنظار العالم الذي يراقب أخبارنا عن كثب.
_ الا تقلق من حالات الخطف والقمع الذي يمارس ضد شخصيات القيادية ؟
_ انطلقنا بطريقنا هذا مؤمنين بـ : [فأمّا حياة تسرُّ الصديقَ.. وأما مماتٌ يغيض العدا] و [ فإن لم أحترق (أضحّي) أنا ولم تحترق أنت فمن ينير الطريق للآخرين] فلنيل الحقوق لابد من تضحيات والوطن يستحق كلَّ غالٍ، لذا ماخوَّفتنا التهديداتُ ولا القمعُ ولا الخطفُ.
_العراق مابعد ثورة أكتوبر إلى أين؟
_أملنا وطموحنا وإصرارنا كذلك، لابد للثورة أن تنجح أو تنجح، وتتحققُ مكتسباتها الكثيرة أو على الأقل بدايةُ طريقٍ نحو تقدم البلد بجميع مستوياته: ،السياسية، الثقافية، الاجتماعية، التربوية، الخدمية...الخ.
_تمر عليك في يوم واحد عشرات القصص ولدت في ساحة الأحرار احكي لنا عن حدث أثر فيك.
_ الكثير من القصص العظيمة والمؤثرة تحدث يوميًا، إحداها قصة ذلك الشباب الذي ترك عائلته منذ شهرين ولازمَ خيمة الاعتصام التي تبعد عن بيته حوالي ساعتين، نسأله: لو حصلتَ على وظيفة ثابتة بمرتب جيد هل ستترك الخيمة؟ فيجيب: أريد وطناً لا غيره. مرةً اتصلت به زوجته لشوق أطفاله له فكلَّمه ابنه الأصغر ، لم يستطع صديقُنا أن يخفي دموعه وشوقه، فقال لصغيره: بابا سأرجع قريباً وأشتري لك كل الألعاب والهدايا.
_لديك الكثير من القصائد وعن قريب سيولد ديوانك الأول؟ هل ستحظى مجلتنا بأنفراد بقصيدة عن الثورة
وطنٌ لعزلةِ ابْنِ عطاء
عتَّقتُ نقطتها في حزن آبائي
ياباءَ بصرةَ
لم تشبهْك من باء
من بائها
بدأتْ تزهو حكايتُنا
لنقطتَيها
فنارِ العاشق النائي
أبناؤها سكروا بالحب فاعتزلوا
فَخَطْوكَ (ابْنَ عطاءٍ)
محضُ صهباءِ
جاؤوا الى العشق (تمَّارين)
ماعرفوا
إن النخيلَ صليبٌ قاحلُ اللاءِ
صاروا عذوقَ المعاني
تمرَ فكرتِها
بلابلاً رضعتْ من ثدي جوزاءِ
كم يصدقونَ
وجدبُ الموتِ يَكْذِبُهُم
ويكذِبون حقولاً نسلَ صحراءِ
ناموا عطاشى
وباتَ النهرُ يحرسهم
نبوةُ الماءِ أن تسعى بلا ماءِ
العارفونَ
خطاياهم مقدسةٌ
خمرُ النبوةِ ممزوجٌ بأخطاءِ
التاركون حبيباتٍ
كم انفرطتْ دموعهنَّ
ولا منديلُ أنباءِ
هم ولدُ (خائبةٍ)
تَنُّورها سُوَرٌ من وحي طيبتها
من قلبها الرائي
كم أطعمتْ وطناً ظلَّتْ تعاتبهُ:
كم جعتَ خبزي
وها قد جعتَ أبنائي
ياأيها الوطنُ الممتدُّ سنبلةً
من الجراح على أوجاع صحراءِ
قد كان لاسمِكَ نهرٌ
في دفاترنا
فصار -بالسهو- مكتوباً بأخطاءِ
_اخر كلمة لمن ستوجهها
_ طوبى لمن لا يخون العراق، فهو الأرضُ والعِرضُ والمالُ والدينُ. فابذلوا الأرواح وما دونها من أجل أن يبقى عزيزاً بأهله، وكما نقول في الجنوب (العراق يشوّر وحوبته قوية)،
والتاريخ خيرُ دليل على ذلك، فاجعلوا العراق مرجعكم الأول.
ليست هناك تعليقات: