أخـر الأخبــار
Loading...

الحركات الإحتجاجية المستقلة "بين الواقع والطموح

الحركات الإحتجاجية المستقلة "بين الواقع والطموح" 

المهندس ميثم الجبوري
المتابع لمجمل الحركات الإحتجاجية في العراق يجد أن الحكومات تتعامل معها من مبدأ الأمر الواقع، تستجيب بمقدار التأثير وتتغاضى عن تلك التي لاتمس عصب الحكومة وتهدد كيانها. 
وهنا ينبغي على القائمين والمشاركين في تلك الإحتجاجات ان يتعاملوا بعقلانية وتدبر كبيريّن لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قبل أن تدحض حركتهم بالفشل وتتحول لمضيعة للوقت والجهد.

التدبر والعقلانية هو اختيار الزمان والمكان وتشخيص مواطن الضعف والقوة لدى الجهة المسؤولة، وتجربتنا تقول "أن من أراد الكل عليه أن يحصل على الجزء" كأقل طموح قبل أن يوقف حركته.

استطاع معتصمو عقود الكهرباء أن يحققوا "الكل"، بحصولهم على ٣٣ الف درجة وظيفية كذلك الحال بذوي المهن الصحية برفع مخصصات الخطورة لهم من ٥٠٪ الى ٨٠٪، في ظل السياسة المالية التقشفية التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة، والسبب أن هاتيّن الحركتيّن ضربت عصب الحكومة، فأعتصام عقود الكهرباء أوقف محطات التشغيل،  واضراب المهن الصحية اصابت المستشفيات والمراكز بالشلل. 
هذه الحركات خلقت أزمة حقيقية بين الشعب والحكومة بظرف قياسي ورفعت شعار" أضرب على الخشم حتى تدمع العين" ونالت ماتريد بأمتياز. 

كمهندسين لاتوجد لدينا قوة قاهرة مشابهة للتي ذكرتها، قادرة على أرغام الحكومة للإستجابة لكل المطالب ومن يتحدث غير ذلك اما مُغفل او متعاطف.  

والحل يكمن بتوفير حلول وطرق واقعية لتحقيق المكاسب من خلال السعي لإيجاد قوانين صارمة تُفرض على الشركات الهندسة والمكاتب الاستشارية والمشاريع والمقاولين والوزارات والجامعات للحصول على اكبر نسبة ممكنة من حقوق هذه الشريحة وارغام الوزارات بتخصيص نسب معينة ضمن تعيناتها السنوية، والسعي بوضع تسهيلات مصرفية بقروض ميسرة لإنشاء مشاريع صغيرة بفوائد مدعومة.

غير ذلك فلن نجد آذان صاغية، حتى لو ملأنا شوارع العاصمة بمهندسينا ورفعنا خوذتنا البيضاء أعلى من مبانيها.


ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *