أخـر الأخبــار
Loading...

الاب ... عملة ذو وجهين


الاب ... عملة ذو وجهين
تحقيق// زهراء غني 

 

جميع الأديان والروايات تحث الأبناء على طاعة الوالدين وتنفيذ كلامهم لإرضاء الله ولكن لايوجد نص الهي يحث الوالدين على معاملة الأبناء معاملة جيدة وتيسير أمورهم نحو الأفضل لأن هذا السلوك مغروس بالفطرة عند الوالدين ومع مرور الزمن اختفت هذه الفطرة تدريجيآ حتى أصبحت ظاهرة ملحوظة من تعنيف وضرب وتوبيخ ومنع تحقيق الأحلام واحتكار الاراء وتحطيم الثقة عند الطفل مما قد يكبر ويصبح طفلاً غير سوي مع اقرانهِ في المجتمع واليكم بعض الأفراد الذين عاشوا بظروف قاسية جدا في داخل المنزل .

▪︎قال ( ح. ع / حمال /٢٤ عام) حلمي منذ الصغر ان اكون لاعباً محترفاً وبالفعل حققت هذا الشيء من خلال هروبي من المدرسة من أجل التدريب وأنضممت بنادي الصناعة وتم أختياري من قبل (عمو بابا). ولكن عندما سمع والدي بهذا الأمر وأجبرني على ترك المدرسة وشغلني بمحل الندافة وأُجبرت تاركآ حلم الطفولة ولم اجد وقتاً حتى أذهب للتدريب وبعد فترة من الزمن قُدمت لي فرصة في الفن من قبل ملحن معروف محلياً ولكن كان الصد والرفض سيد الموقف وقد حرمني من أي شيء أحب فعله والان اعمل حمالاً اوزع البضاعة على أصحاب المحلات وأصبح حلم الطفولة مجرد حلم يداعب مخيلتي بسبب والدي.

فيما اشارت ( م.س / ربة بيت/٢٠ عام) 
 بدأت المشاكل مع والدي منذ ان كنت في الثالث المتوسط كان حلمي وطموحي ان أكمل المدرسة وأصبح صيدلانية ولكن أعمامي حاربوني بسبب زوجاتهم لأنهم منعوا زوجاتهم أبسط الامور وانا لدي حلم أن انجح في حياتي بدأن يقنعن أعمامي وأثروا على والدي والنتيجة اجبرني على ترك المدرسة في آخر أسبوع من الامتحانات الوزارية للصف الثالث المتوسط وبعدها دخلت الرابع العلمي ولكن على فترات اترك المدرسة وأعود، وأستمر الحال بسبب تأثير أعمامي على قرار والدي حتى وصلت للسادس العلمي بدأ العام الدراسي وأتهمني أعمامي بأن لدي علاقة مع " شخص " علما انه متزوج ولديه أطفال وأقنعوا والدي بهذا الشيء وتركت المدرسة نهائياً هذه المرة وطردني لبيت عمي عشت فتره صعبة جدا وبعد فترة عدت الى بيتي لأعتني بوالدتي التي تمرضت بسبب هذا الموضوع وكنت لااطيق البيت لان ظُلمتُ به كثيرا وبعد ثلاث سنوات تمت خطبتي من رجل وقطعت علاقتي مع أبي لأنه سبب دمار حياتي

فيما أشار ( خالد / مهندس / ٣٢ عام ) انا كنت مقيماُ احد عشر عاماً خارج العراق ولدي عمل وسكن خاص بي وسيارة وكان وضعي ممتاز جداً وبعد فتره من الزمن اتصل بي والدي حتى اعود إلى العراق وبالفعل عدت وكان جدي وابي يغزلون قصة حياتي مع شريكة لاتناسبني من جميع الجوانب لا من ناحية التحصيل الدراسي ولا البيئة الاجتماعية ولا حتى في الأفكار وألاطباع وقد ارغمتُ على الزواج بها وقد تركت حياتي الكاملة هناك ولم أتصورْ أن والدي سوف يضعني في هذا الجحيم

اما ( ح. ع / جندي/٢٤عام ) كان عمري ١٥ سنة والدي زوجني وحمّلني مسؤولية أكبر من عمري وانا طالب مدرسة آنذاك وبعد أشهر قلائل انفصلت عنها .. فيما بعد تخرجت من الدراسة الاعدادية كان هدفي ان أدخل دورات الضباط السريعة لمدة ستة اشهر حتى أصبح ضابطاً ولكن رفض انضمامي لهذه الدورات واصبحت مجرد جندي قدمت على الجامعة تم قبولي في كلية القانون درستُ سنتين وتركتها لاني لم أتحمل دوامين في آن واحد ووالدي لم يساعدني في مصاريف الجامعة فأُجبرتُ على تركها وكان والدي ميسور الحال بالاضافة الى صحتي جدا متدهورة أعاني من عجز كلوي في أحدى كليتيَّ

بينما ( أ .ع / صاحب شهادة ماجستير / ٣٠ عام )
تبدأ قصتي عندما اكملت الدراسة المتوسطة نجحت من الدور الاول وبمعدل 75 حيث قدمت على الدراسة الاعدادية / الفرع العلمي وعندما بدأت السنة الدراسية، باشرت في المدرسة ولم اجد اسمي في سجلات الاعدادية وحينما سألت السيد المدير قال لي ان والدكَ اتى الى المدرسه وسحب الاضبارة الدراسية وقدم لك على الاعدادية المهنية عدت الى المنزل وتحدثت مع والدي وقال لي انت مستواك الدراسي ضعيف والمهني جيد لك ولا أستطيع أن أوفر لك دورات التقوية عندما تصل الى السادس العلمي وان اجازف في الأموال قد لاتحصل على معدل جيد .وفعلا باشرت بالدوام المهني وكان طموحي أن اكون ضابطاً او اعلامياً واكملت الدراسة المهنية وتخرجت بمعدل جيد وعلى نفقتي الخاصة لم يساعدني والدي بمصرف او أجور الدراسة قط.

تبين ( أ . ف/ طالبة معهد / ٢٠ عام ) بعد ماتخرجت من السادس الأدبي رفض والدي ان أكمل دراستي وان ادخل إلى الكلية ورفض أن اتزوج أيضا قبل اختي الكبرى بالاضافة الى المعاملة المختلفة بين البنات والشباب والعنصرية والقسوة الذي يتعامل بها معنا .ومنع عنا أبسط الأمور كالهاتف والأنترنت وعدم الخروج من المنزل حتى أصبح المنزل كالسجن المصغر اخي يطلب اي شي ينفذه والدي ولكن انا عندما اتكلم مع والدي لايطيق سماع صوتي حتى منذ ان كنت صغيرة ولحد الآن أعاني فقدان محبة الوالدين لا أشعر بحبهم لي بسبب معاملتهم ولغة العنف التي يستخدموها معي

يبين ( س . م/ عامل بمحل / ١٧ عام) لقد كنت مجتهداً جداً في المرحلة الابتدائية وكان حلمي ان اكمل الدراسة وأصبح معلماً او دكتوراً ولكن والدي منعني ان ادخل
المرحلة المتوسطة لأن اصدقائي في الصف يذهبون لوالدي ويقولون له ان أبنك غير مؤدب بسبب درجاتي العالية ويأتي إلى المدرسة يضربني أمام الطلاب والمعلمين حتى والدتي أصبحت ضدي وتم طردي من المنزل وذهبت إلى بيت عمي للعيش معه لم يستقبلني بل سخر واستهزأ مني فأجبرتُ أن أذهب الى بيت خالي حاولت أن أعود إلى المدرسة ولكن والدي قدم شكوى ضدي في جميع المدارس بأني فاسد حتى لايقبلوني كطالبٍ لديهم . عملت مع خالي في محلات (الجملة )وأصبح هو بمقام والدي ويساعدني في كل شي.

يقول (م .ج / طالب قانون / ٢٣ عام) والدي كان سبباً في رفض ارتباطي من الشابة التي اريد الزواج منها وأمور أخرى أيضا اعتبرها ثانوية ولكن لاأنسى ظلمه وضربه المتخلف لي منذ الطفولة . سبب تأخيري في دراستي في المرحلة الابتدائية بسبب عملي وانا طفل أرعى الحيوانات واسقي الأشجار تاخرت على مدرستي والمدير لم يدخلني إلى المدرسة وبقيت جالساً امام المدرسة خوفآ من والدي حتى أنتهى الدوام ولكنه عندما علم بذلك ضربني ودفعني إلى النهر وكان الجو باردآ جدا حتى أنجدني الناس وخرجت من ماء النهر ورسبت سنتين متتاليتين في الخامس الابتدائي وأراد مني أن أترك الدراسة ولكني رفضت، واستمر في ضربي كلما اذهب واعود من المدرسة حتى وصلت إلى السادس الأدبي ولم اتخرج بمعدل جيد بسبب شُكوكه القاتل بأن لدي علاقة مع اختي وفقدت أعصابي وأنكسر اصبع يدي وأجلت السنه الأولى من كلية القانون ... كان حلمي أن أكون ضابطا وادخل الكلية العسكرية ولكن تجاوز عمري حرمني من الانضمام لتأخري في الدراسة بسبب والدي.

قالت (م . ي/ ربة بيت / ٢١ عام ) كُنت احب مدرستي جدا وكُنت من الطالبات المتفوقات في الدراسة وصلت المرحلة الإعدادية دخلت الفرع العلمي وكان حلمي اصبح طبيبة وصلت الى اخر سنة من الدراسة الاعدادية ولكن والدي منعني ان أكمل الدراسة ولم يسمح لي أن أذهب إلى صديقاتي وزميلاتي بعد فترة تعبت نفسياً جدا ولم أستطع تخطي الوضع ، المعاملة والضغط النفسي في داخل البيت ازداد سوءاً وبعد ثلاث سنوات تقدم لي شاب للزواج ووافقت عليه بسبب الظروف القاسية التي عشتها مع والدي انذاك

ويرى الباحث النفسي عماد جبار (( تعد السنوات الخمس الأولى الحجر الأساس في تشكيل شخصية الفرد وهنا يقع الدور الأساس على الأبوين اما ان يزرعا داخله شخصية قوية لديها القدرة على اتخاذ القرار أو شخصية تابعة للآخرين ناهيك عن الطباع وباقي التفاصيل .. 
وقضية إن بعض الآباء يحطمون مستقبل أبناءهم بقرارات مجحفة ينتج ذلك عن توارث الطبائع السيئة الناتجة عن سوء التربية وهي سبب لعدة نتائج سلبية منها التفكك الأسري وعدم تحقيق الذات إذ أن الفرد يبدع عندما يختار العمل في مجال يحبه فتكون علاقته مع العمل علاقة وطيدة لانه يرى ذاته في ذلك وبالتالي يبدع ويبتكر ويجدد على عكس من يعتبر العمل مجرد مصدر للعيش سيؤدي مايطلب منه لمجرد أخذ الأجور التي تساعده على متطلبات الحياة .
الحقيقة اننا بحاجة لتثقيف الآباء أكثر من الأبناء ليعوا أننا في زمن الحداثة والسرعة وكل شيء قابل للتبديل في غضون أيام فاتركوا لأبناءكم الحرية في الاختيارات وكونوا ناصحين وداعمين لهم ازرعوا فيهم القوةَ والمرونةَ وحب العمل والعطاء علموهم أن الإنسان خلق ليكون حراً متعاوناً يحترم ذاتهُ ويحترم الآخرين أبعدوا عنهم الأساليب القديمة من الشدة والصرامة في التعامل فهذه الأساليب لم تعد تجد نفعا في العصر الحديث .

هنالك قول ينسب للامام علي عليه السلام 
((لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم))

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *