أخـر الأخبــار
Loading...

كل شيء زائل ... وحده الحب من يستمر

كل شيء زائل ... وحده الحب من يستمر 
بقلم عماد المياحي
وانا في طريقي لمتلقى رضا علوان الثقافي الواقع في الكرادة داخل بعد ان تلقيت دعوة من احد الاصدقاء لحضور امسية ادبية 
اثناء مروري باحد التقاطعات القريبة من ساحة كهرمانة 
شاهدت رجل وامرأة بثياب رثة يبدو ان الدهر اكل عليهم وشرب حتى القى بهم بكل جحيمه بهذا التقاطع بعد ان اخذ بهم العمر حتى عانقوا الخمسين مشهد متكرر نشاهده كل يوم في شوارع بغداد بعد ان اصبح التسول مهنة يحترفها البعض والبعض الاخر اصبح يكون شبكات للتسول ناهيك عن الفاقة والفقر التي حلت مثل لعنة على راس المستضعفين في هذه الرقعة من كوكب الارض مالفت انتباهي ان الاثنان كانا  يجلسان على الجزرة الوسطية غير مكترثين للسيارات التي تمر بجانبهم والتي من المفترض ان يستغلوا الازدحام لطلب المساعدة من اصحاب السيارات كانت تمسك بطبق من الحلويات الشعبية (داطلي ) وهي تنظر بعينيه نظرات ملؤها الحب وهي تقدم له الحلويات وبدى لي انه رفض ان ياكل اوربما اكتفى بعد ذلك حملت بيدها قطعة ووضعتها في فمه ويقابل حركتها بنظرةٍ عطوف ويتبسم تبادله الابتسامة وتطيل النظر في عينه لتضع رأسها على كتفه طبعا انا اتابع مايجري وهذا جعنلي اتوقف عن السير بصورة لا ارادية لأكمل المشهد انتبهت لنفسي وتابعت سيري وانا اتأمل ماحدث ترى ماالسر وراء هذه العاطفة بدى لي واضحا ان ماحصل لا يأتي الا من حب عظيم  بقي خالدا رغم ما فعل بهم الزمن ويفعل بقيت تنظر اليه كأنه السند رغم ضعفه الذي اوصلها الى ان تمد يدها للمارة لطلب لقمة العيش وتتحمل كلام فلان الذي ينزل مثل السهم في القلب وسخرية الاخر الذي انعدمت في قلبه الرحمه وبعض النظرات التي تراها محتالة وحتى اصحاب القلوب الرحيمة فهم ينظرون لها بعين الشفقة وكلها تصب بذات المكان فكرامة الانسان اغلى مايملك وهو الاخر وجد بها كل العطف والحنان والسحر والجمال رغم ما حدث لها من تعريه وتصحر قمعت ملامح الانوثة بوجهها وغدت مثل الشجرة اليابسة مأسوف على ايامها التي قضتها في العوز والفاقة . تسألت في نفسي عن عظمة الحب لماذا هو دون غيره بقي زاهرا رغم ان الخريف عصف بالعمر والشباب والترف والصحة والقى بهم في هذا التقاطع .. نعم الحب وحده من يستمر الحب وحده من يجعلنا نغفر السوءات  ونغض الطرف عن الغث والسمين عن التوافه والكبائر .. حافظوا على من تحبون مهما عصفت بكم الظروف فقد يأتي يوم لاتجد بجانبك سوى من تحب ..


ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *