أخـر الأخبــار
Loading...

ساحة الايام

ساحة الايام
سلوى احمد
هل أبدو لك كشخص يسير في دروب الاعتياد، ويقرأ لافتات التكرار في صحراء الملل
لا .... فأنا لا أتسول حروفاً تنتظم في سطور العابرين، ولن أتوسل المطر أن يروي حقول الضياع
وأنا املأ كف قصيدتي سنابل اشتهاء لجوع القلم، وأُغري جسد الوطن ببكاء الحنين، وأروي بدموع الأيام أجداب الغياب، كأن أولئك المنبهرين بوجه الأشياء تصفعهم وهلة المؤقت وتجذبهم رائحة الزائل، كثيراً ما كانت تُزعجني وشوشة الكهنة المغرمين بفتور الذات والقابعين خلف معابد السوء ينتظرون رشوة الجسد خلسة عن أعين المحلقين بنظرات اللوم ونسوا بأني أُفتش في جيوب الكون عن نقود المعرفة، وأبحث في مرايا الصمت عن انعكاس الآيات
لن أُبجل جلابيبهم الفضفاضة التي تسكنها الأهواء، ولن أُقدس باحة الشعارات المسكونة بفتات الذل
قد أكون اقتربت من خط المعنى، وتحسست بأصابع التأويل مدارات الحلم.
وقد أكون ابتعدتُ عني ألف زمن، لكنني سأبقى معجونة بشغف التأمل، ومولعة بأخذي إلى مدن التفرد، وعاكفة على صمتي دهراً من الحروف، وكارهة لجدار الترقب المليء بندوب الانتظار، فعطر الكلمات بات يُصقل ثقوب الوقت باحتضار الفراغ، ولكن اليقين شراع يقتبسُ من كف الريح ابتسامة الطريق ويعكس مسرى المحال فوق أمواج الممكن.
إنه اليقين الذي إذا أزهر بالنفس أشعل فيها قبساً سرمدياً وأعتق جنود الهوى من ساحة الأيام.

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *