أخـر الأخبــار
Loading...

اعدام الضرير الوحيد من التركمان جريمة لاتغتفر

اعدام الضرير الوحيد من التركمان جريمة لاتغتفر 
بقلم الباحثة الاجتماعية هاجر 

قال تعالى في محكم كتابه:  إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.

 ولد الشهيد الضرير ملا حيدر في قرية بشير عام ١٩٢٤ ومن عائلة ملتزمة بالاخلاق الاسلامية ومحب لاهل البيت عليهم  السلام  توفي والده وهو صغير واصبح يتيم الاب تحمل اعباء العائلة وكان ضريرا حفظ الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة ويلقي القصائد الحسينية باللغة التركمانية  ايام شهر محرم الحرام ومع اشتداد الهجمة البعثية الشرسة واعتقال المؤمنين الشرفاء لم يقف شهيدنا عن دوره الجهادي من عدم الانتماء لحزب البعث ورفض الانتماء وكأنه يقول : 
همتي همة الملوك ونفسي نفس حر ترى المذلة كفرا  
تم اعتقاله في صيف من قبل مديرية امن كركوك وفي السجن كان صبورا واتخذ من زنزانته محرابا للعبادة حكم على شهيدنا بالاعدام شنقا وهو  لا يرى ويلمس خشونة الحبل حتى انه كان لا يجيد اللغة العربية وعند صدور حكم الاعدام له احضروا له مترجما فسال من المترجم ماذا حكموا علي فقال : الاعدام ففرح و  استبشر ولقي ربه صابرا محتسبا  كالشهيد عبد الله بن عفيف الازدي ضد طاغية عصره يزيد لعنه الله  فهنيئا لشهيدنا عند مليك مقتدر  
 

هذه جريمة من جرائم النظام البائد يعدم ضريرا لايعرف القراءة والكتابة ولا يعرف الانتماء للاحزاب  فاعدم لاذنب له سوى انه مؤمن بعقيدته ويصلي ويقرا القرآن في المجالس والمناسبات التي تخالف جميع مواثيق حقوق الإنسان الصادر من الامم المتحدة عام ١٩٤٨ ولكن اية حقوق ؟؟
الذين قاموا باعدامه وتعذيبه يتقاضون الان راتبا تقاعديا على خدماتهم النضالية علما بان الضرير لايعدم في كل دول العالم 
فهكذا الحياة تسير عكس اتجاه الرياح



اما ابنه ذو الفقار ولد عام ١٩٥٥ في القرية واكمل الابتدائية في قريته والمتوسطة في تازة ثم دخل السلك العسكري واصبح نائب ضابط في الجيش وتم اعتقاله ضمن حملات الاعتقالات التي جرت في المناطق التركمانية في  كركوك  وتسعين  وبشير  وتازة وداقوق وطوز عام ١٩٨١ لاذنب لهم سوى انهم مؤمنون  واعدم مع  والده الضرير ملا حيدر في نفس اليوم ١٣ / ٣ / ١٩٨٢ وتم ترحيل عائلتهم قسرا الى المجمعات  مع اهالي القرية عام ١٩٨٦ واصبحت العائلة شذرا مذرا وتحت نجم من نجوم السماء وانا لله وانا اليه راجعون

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *