الطنطل يعود من جديد
الطنطل يعود من جديد
بقلم نوران أرسلان
حينما كنا صغارآ ويأخذنا المرح واللهو فنصنع من خيالاتنا ومع بضع العابنا القديمة قصصاً وحكايات وربما ضحكات او شِجارات تجعلنا
نتمنى الاستمرار إلى مالانهاية، لكن كان هناك من يقطع صخبِنا ومرحنا صوت جدتي وهي تقول "ناموا والا سيأتي طنطل ليأكلكم
وكنا نتجه فوراً إلى فراشنا ونتخيل هذا الطنطل وكيف يأكل الأطفال المشاغبين،، رغم مرور سنين ظل الطنطل هاجساً لازمنا مدة طويلة ولازال هذا الهاجس يحضر وبقوة لكن بشكل آخر كلما تجمعنا لنعبر عن رأينا او نطالب بأبسط حقوقنا في التعبير والتغيير وبشكل سلمي يظهر الطنطل ليقطع آوصال من يطالب بحقوقه في وطنه ويدق ناقوس الخطر وتحت مسمى (المندس )
التظاهر. حق شرعي ومظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية فمنذ ان ولِدَ ميثاق حقوق الإنسان سنة ١٧٨٩ ليعطي للمواطن الحق في المشاركة السياسية وتعبير عن رأيه ليقيد حقوق الحاكم ويزود حقوق المواطنين الا انه وبعد كل هذه القرون حكومتنا العربية تمارس لعبة؛ الطنطل؛ لاضطهاد الشعب وتضييق الحريات
فالمندس هي حكاية أخرى من حكايات جدتي الا ان الطنطل هنا يريق الدماء ويسلب الأرواح ليسكت الأصوات لينام الشعب ويغرق الوطن في غيابت الفساد
والغريب الكل يتساءل من يفتح الباب لذلك المندس ومن يمده بالاسلحة ويعطيه الضوء الأخضر في سلب الأرواح بعد ماسلب الحريات
وكتم الافواه لك الله ياعراق
ليست هناك تعليقات: