أخـر الأخبــار
Loading...

العيد في تلعفر ايام زمان بقلم الكاتب رشيد عبد القادر الرشيد

العيـد فـي تلعفـر ايـام زمـان
بقلم الكاتب رشيد عبد القادر الرشيد 
تميزت تلعفر بمراسيم شعبية وتقاليد عفوية مميزة في العيد اندثر اغلبها - مع الاسف - ولم تبق منها سوى ذكريات وحكايا تتناقلها الاجيال فيما بينها :
- في الايام الاخيرة التي تسبق العيد كانوا يصنعون الكليجة وهي ايقونة العيد ، وبسبب الضائقة الاقتصادية لأغلب سكان تلعفر كانت الكليجة مقتصرة على التمر ( خورماله كولجه ) او السكر في احسن الاحوال ، ولم تكن الانواع والاشكال الحالية موجودة او متيسرة
في فترة متأخرة نسبياً ظهرت انواع اخرى من الكليجة ، اذ تقوم سيدة البيت بصنع خميرة الكليجة المتكونة من الطحين العادي ( حتى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ) او الطحين الصفر والزبد والحليب والخميرة ( آجى خامر ) والملح وبعد ان تقوم بعجنها تغطيها بقطعة قماش او سجاد حتى تختمر العجينة جيداً
في صورة اخرى من صور التألف والتكاتف الاجتماعي لمجتمع تلعفر ، تستدعي المرأة التلعفرية قريباتها وجاراتها اللاتي يتطوعن للعمل معها جنباً الى جنب مع نسوة البيت مما يضيف جواً من المرح والسعادة والمودة بينهن
تقطّع الخميرة الى اشكال وهيئات مختلفة حسب خبرة النساء وتفننهن في العمل ، وقد تستخدم قوالب الكليجة الجاهزة ذات الاشكال والنقوش المتنوعة :
- كليجة التمر محشية بالتمر منزوع النوى
- كليجة الجوز المحشية بالجوز والسكر
- كليجة جوز الهند المحشية بجوز الهند ( جوزنارجيلا ) والسكر
- كليجة الحلقوم المحشية بالحلقوم ( ظهرت في فترة متأخرة نسبياً )
- كليجة السادة وتكون غير محشية ويضاف اليها السمسم والحبة السوداء
وعند الانتهاء من جميع هذه الانواع تقوم المرأة التلعفرية بمسح الكليجة بالبيض ، وتستعمل في ذلك فرشاة صغيرة او يديها حسب المتوفر
تخبز في البيوت بواسطة التنور او الفرن البيتي وفي فترة الثمانينات من القرن الماضي اعتاد التلعفريون على خبزها في افران السوق او الافران المحلية المنتشرة في المحلات السكنية ، وتقدم الكليجة مع الشاي اثناء تبادل الزيارات في العيد
- كانت الملابس الجديدة هي العلامة الفارقة الاخرى للعيد عند التلعفريين ( الاطفال منهم بصورة خاصة ) ، ولك ان تتصور ان المرء كانت لديه ملابس جديدة يشتريها في مواسم العيدين فقط ، وكان الغالب على ازياء تلعفر الرجالية الدشداشة والغترة مع العقال ( فيما بعد ) ، وبالنسبة للنساء الثوب والزبون وغطاء الرأس ، اما الاطفال فكانت دشاديش البازة هي المهيمنة على الزي آنذاك
يبدأ التلعفري صباح العيد الاول بالذهاب الى صلاة العيد ، والتي كانت تقام جماعةً في ساحة مكشوفة تسمى ( قُتبه دوزو ) ، وهو مصطلح يتكون من مقطعين : الاول ( قتبة ) وهي محرفة عن كلمة ( خطبة ) العربية ، والثاني : ( دوز ) التي تعني الساحة او الارض المنبسطة والمكشوفة ، اما حرف الواو فهي للنسبة وفق لهجة سكان تلعفر ، فيكون المعنى ( ارض الخطبة )
وهي مساحة واسعة مكشوفة كانت تقام فيها خطبة العيدين ( الفطر و الاضحى ) وصلاتهما الموحدة يشارك فيها جميع سكان تلعفر دون تفرقة او تمييز بين المذهبين ، وكانت المنابر تقام على الهواء الطلق وقد كانت هناك ثلاثة اماكن تحمل التسمية ذاتها وهي :
الاول / في محلة حسنكوي إلى الشمال من بناية مجلس الشعب القديمة
الثاني / في محلة السراي وربما كان اكثرها شهرة ، اما موقعه فكان في الفرع المقابل لمدرسة تلعفر الثانية او ما يعرف محلياً بـ ( حجى لار محلاسى ) ، وقد اسست على ارضها بناية مدرسة الدراسات الاسلامية ( المعهد الاسلامي ) ، ثم شغلت البناية كقسم داخلي لطلاب المدارس الثانوية الذين كانوا يدرسون في تلعفر قادمين من القرى والارياف القريبة منها
الثالث / جنوب محلة القلعة في منطقة جامع الفرحات شمال بيوت آل عزام
الآن هجم عليها الزحف العمراني واختفت من الوجود
وكان هناك موقع رابع قرب الـ ( قصاب خانه ) في محلة صو
- بعدها مباشرة كانوا يتوجهون الى المقابر رجالاً ونساءً لزيارة قبور ذويهم ، حاملين معهم الكليجة التي كانوا يتهادونها فيما بينهم او يوزعونها على الفقراء والمحتاجين رجاء كسب الثواب لهم ولذويهم الموتى
- يهنئ التلعفري اخاه في العيد بعبارة ( بيراميز امبارك اولصون ) اي عيدك مبارك ، ةتكون الاجابة بعبارة ( جوخ بيراملار كوره ساي ) وهو دعاء بطول العمر
- من عادة الاسرة التلعفرية وتقاليدها الجميلة ، انهم كانوا يتناولون البرغل مع اللحم في طعام الافطار ( صباحاً ) ، ولم يكونوا يعرفون الألبان ومشتقاتها وتناولها مع الشاي وقتئذِ
- عندما يحدث ان يتوفى احدهم قبل العيد بمدة او بين العيدين ، فأن اهل المتوفى يقيمون يوم العيد ما يشبه مجلس عزاء مصغّر يستقبلون فيه المعزين ويجددون ذكرى المتوفى ( إلك بيرم او العيد الاول للمرحوم ) ويمتنعون عن استقبال تهاني العيد
- أبرز الالعاب الشعبية التي كانوا يمارسونها ايام العيد وخاصة الشباب منهم لعبة الفر ( الزهر او الزار ) وخانة خانة وألعاب الرهان حيث كان الجهل سائداً ومنتشراً بأمور الدين والشريعة ، وفي السنوات اللاحقة زمع منتصف الستينيات كان الشباب يتوجهون صباحاً الى السينما الوحيدة في تلعفر بكثافة لمشاهدة الافلام التي سنعرض فيها
- من الغريب انهم كانوا لا يقدمون اي شيئ للضيف المهنئ بالعيد ، بسبب عدم معرفتهم للشاي والحلويات ( الجكليت ) في تلك الفترة
- لم يكن اهالي تلعفر وما زالو يعرفون الذهاب الى المتنزهات لأنها غير موجودة اصلاً في المدينة
في اليوم الثاني من ايام العيد يخصصه التلعفري لزيارة اهل زوجته وهو ما يسمى بـ ( ارواد بيرامى ) وهي عادة تعكس احترام التلعفري لزوجته وتقديره لها
اما بقية مراسيم العيد كالعيدية للأطفال وتبادل زيارات الاقارب وتنظيف البيت وتزيينه وغيرها ، فهي نفسها اليوم

No comments:

Contact Form

Name

Email *

Message *