أخـر الأخبــار
Loading...

احتراق الروح بقلم ابتهال بليبل

احتراق الروح

بقلم ابتهال بليبل
تأخرتُ..
وبالكاد، استطعتُ أن أطلّ من ركن بشارع 
البناية، أرقبهن وهن يبدلن أجسادهن التي ملأت أحضانها 
قطع الدمى.
لا، في الواقع كانت البناية تحترق، كأنك بصالة 
سينمائية مزدحمة بصغار السن تضطر 
للجلوس في آخر مقعد.
غير أنه –كما تعرف– لا يركز المخرج 
عادة على الجثث المحترقة في أفلام الرسوم المتحركة.
ولأعوام، لم أجرؤ على الاقتراب من الجثث
وبدلاً من النسيان.. صرتُ أختنق بالورد، وألقي التحية 
مرة واحدة لاكتظاظ المدن 
والمباني بالوجوه والقلوب نفسها.
وصار عليّ، أيضا، أن أوغل في الانتباه 
فصورتي تضيءُ في الملامح 
كل الملامح، لكنني لا أراها لهول السخام. 
وأصبحتُ أكثر صمتاً من الحقائق، كلما باغتني 
جثّة قلقة، أطمأنّها أنها ترتدي جسدها ذاته. 
ويُمكن أن تسأل أشباهي إذا أرادت التأكد.

No comments:

Contact Form

Name

Email *

Message *