"رسالة خيالية إلى امرأة واقعية".بقلم أنمار رحمه الله
رسالة خيالية إلى امرأة واقعية..
بقلم أنمار رحمه الله
فكّري أيتها المتمردة، فانا طفل ذو شارب ولحية. مازلت أشتهي من ينظف جسدي، يرتب كتبي، وأشتهي البكاءَ بين ذراعيه، شاكياً كما كنت صغيراً، قسوة من يضربني. مازلت أشعر بالخوف من الظلام.. ما مارست طفولتي، ما احتفلت بعيد ميلادي، ما أعلنت جنون خيالاتي.. اشتعلي مثلي أيتها الأربعينية الباردة ..تنفسي مشاعري، اشربي حزني.. أيتها المضطربة من جنوني، والفاغرة جوفك كالصيف لمطري، اكتفي بالجلوس أمام المدفأة، وضعيني قرب ساقيك كقط مدلل. لكي أخبرك عن شيء في مخيلتي، يأمرني بممارسة الخوف. يخبرني أن يدي مازلت تحتفظ بخطوط حمر شتلها معلِّمي، وأن هناك شبحاً يختفي في دولاب ملابسي، الأحزان تخربشُ على جدار عمري كسعلية جائعة.. فحولتي ما عثرت على مفاتيح قلعتها..!!تداهمني رغبةُ اختطافكِ، والعزلةُ معكِ في كهفٍ بعيد، كدُبٍّ يبحثُ عن سباتٍ عاطفي.. كآبتي الشائخةُ تجلس أمام مدفأة الذاكرة، تتجمع حولها أطفالُ مشاعري، تحكي لهم حكايةَ الظلام. وينامون كلَّ ليلة متبولين في سراويلهم.. حاولت ذات ليلة قتلها وهي نائمة، فلم تطاوعني يدُ الخيال، وضعتُ لها الأملَ في الطعام، فعالجته بترياق اليأس.. حين تيقَّنتْ حضوركِ، واستقراركِ في قلبي، ورأتْ حقيبتَكِ البيضاء على أريكة منزلي، وتحسستْ عطركِ الملتصق بجسدي، فاجأتني عند طلوع فجر عشقكِ، متدليةً في حجرة الماضي، بحبل كنتُ أدّخره لحتفي.. أنا لم أسافرْ إلا في عينيكِ، أنا لم أخفْ إلا منكِ، فكرةُ سيطرتكِ على مملكة خيالي تثير الاستغرابَ في جوفي، وجهكِ يقفزُ حين افتحُ حاسوبي، علبةَ سجائري، وحين أُدعى لإلقاء كلمة في حفلة ما، أراكِ واقفةً في آخر الصف.. من أنتِ.؟.. من علقكِ تعويذةً على صدر خيالي؟. لا تتمردي على جنوني فهو نبوءتي، لا تطفئي خيالي فهو شمسُ أيماني، يا من يسبح ُ في عينيها مليون طفل ٍ في بحر ِ الحنان، وتذوب ُ في شفتيها ابتسامة ٌخضراء، تشرق ُ في فجري كشمس ٍدافئة.. إن حبي لكِ هو الورقة ُ الأخيرة التي سوف َ العبها مع الحزن، وعاطفتي ستكون ُ آخرَ الضحايا في حرب ِ الأوهام.. افطميني فأنا قضيتُ عمري أرضع ُ الحزن َ في مهد ِ الآهات الأسود. أنا رجلٌ بلا موت ٍ أو ولادة، لا رأس لي ولا أقدام، العالمُ حولي سجن قبيح، وأنت الوحيدة التي تملك مفاتح الباب..
No comments: