أخـر الأخبــار
Loading...

اقتحام خصوصيّات الآخرين“بقلم قيس آل رحيم

”اقتحام خصوصيّات الآخرين“
بقلم قيس آل رحيم
التدخّل في شؤون الآخرين صفة غير محبّذة ولايرغبها الجميع.
مصطلح "الخصوصيّة" أصبح منعدمًا نوعًا ما، فبالكاد تجد فئة صغيرة محافظة على خصوصيّتها، إلّا أنّ هناك متطفّلين وفضوليين يحاولون بسط أفكارهم وآراءهم البالية.

أصبح الكثير يعاني من هذه الآفّة الذّميمة، فالبعض يتدخّل في لبسك ومظهرك وطريقة تفكيرك (ويقول ما لا تقول) أي بمعنى أوضح يتحدث بلسانك.

إذا ما لاحظنا أنّ المجتمعات العربيّة هي أكثر البلدان التي تنتشر فيها هذه الصفة التي نهى عنها الرّسول الكريم في حديثه: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". على العكس تمامًا من البلدان الغربيّة التي فيها احترام الخصوصيّة وعدم التدخل في الشّؤون، وهي صفة بديهيّة لديهم.

الذين يعانون من عدم اكتمال الشّخصيّة والنّقص الذّاتي وحاجتهم إلى الانتماء الاجتماعي، يمتلكون دوافع لا شعورية بالسّيطرة على الآخرين
وعدم قدرتهم على التّمييز بين الأشياء التي تخصّهم والأشياء التي تخصّ الآخرين.

التّدخّل في شؤون الآخرين وعدم احترام الخصوصيّة من الأمور المقيتة والدّنيئة، رغم ذلك نجد الكثير من الأفراد لا ينفكّون عن فعلها بأي شكل من الأشكال، فالبعض يتصيّد كلّ شاردة وواردة؛ لكي يحشر أنفه في ما لا يعنيه ويبحث بين الأشياء الصّغيرة؛ ليلقم بعض المشاكل ويقوم بنشرها والتّشهير بأعراض النّاس و إلى آخره..

وهنا يطرأ علينا تساؤلًا :

"ماذا لو أن انفكّ النّاضج في التّدخّل بشؤون الآخرين؟ قفز إلى فمك وراح ضحيّة لسانك العاري من الاستحياء، وصارت أسنانك المسوسة بأعراض الناس، تداعبه"؟!

وللقضاء على هذه الصّفة يجب علينا البدء من ذاتنا 
والارتقاء بمستوى أفضل يليق بنا وألّا نصاب بمرض التّدخّل و انتهاك خصوصيّات الآخرين وحرماتهم.





ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *