أخـر الأخبــار
Loading...

العيد في ظل جائحة كورونا بقلم جمهور كركوكلي

العيد في ظل جائحة كورونا
بقلم    بقلم  جمهور كركوكلي


نتهيأ نحن المسلمون لإستقبال عيد الأضحى المبارك بعد أيام قلائل، في استقبال غير مسبوق بسبب جائحة كورونا ، وإجراءات الحجر التي أتخذتها  الكثير من بلدان العالم ومن بينها العراق، وهو العيد الثاني الذي سيحّل وسط صمت مطبق ومظاهر لم نألفها من قبل منذ أن وعينا على الدنيا .
 وتغيب مع حلول العيد كل المظاهر والطقوس المعهودة، كما مرّ شهر رمضان الماضي الذي ودّعنا  حزيناً في مشهد قلّ نظيره في تأريخنا الحديث، فلا عمرة ولا طواف في الكعبة المشرفة، ولا صلاة تراويح في جوامعنا، ولا صلوات جماعة ولا إعتكاف في المساجد ، وأختفت ايضاً موائد الرحمن والولائم الجماعية، وأكثر شبابنا التركمان ، مارسوا لعبتهم الرمضانية الاثيرة ( سيني ظرف) خلسة في البيوت ، او بعيداً عن الأعين،وغابت أيضا الزيارات بين العوائل والسهرات الجماعية كما كانت من ذي قبل .
سيهّل هلال العيد على بركة الله تعالى  في ظرف إستثنائي،  وسيظهر تاثير فيروس كورونا على حياتنا مرة أخرى خلال العيد ، فلا قبلات ولا عناق ولا مصافحة خوفاً من أنتشار الفيروس الذي دخل حياتنا اليومية على حين غرّة ، وقلّبها رأساً على عقب.!!
والمعروف عن الكركوكليين في العيد ، أنهم يكونون أكثر حميمية وأكثر قرباً ممن يودون ويحبون، فلا يكتفي أكثرهم بالمصافحة حين المعايدة والسلام ، والسؤال عن الصحة والاحوال ، بل يصر على عناق معايده ولا ( يفك ياخه ) إلاّ بعد أن يطبع ثلاث قبلات على خده الأيمن وثلاثاً أخرى على الخد الأيسر، في عادةٍ صارت دارجة منذ زمن بعيد، بل وصار الإخلال بها نوعا من أنواع الفتور واللامبالاة  بين الأصدقاء والمعارف..!
سيحل العيد الذي لم نألف مثله من قبل، وتغيب فيه أهم شعيرة دينية من شعائره المعهودة، وهي صلاة العيد جماعةً في المساجد، وتغيب ايضاً عادة زيارة المقابر بعد الصلاة، وهي عادة متاصلة في جذور المجتمع الكركوكلي الذي توارثها كابراً عن كابر.
وأود هنا أن أنقل للقاريء الكريم ما افتت به ( دار الإفتاء المصرية ) بشأن صلاة العيد في ظل هذه الظروف الإستثنائية ، فقد أعلنت الدار شروط وكيفية تأدية صلاة وتكبيرات عيد الفطر داخل المنزل،في ظل عدم إمكانية إقامتها في المساجد بسبب الإجراءات الإحترازية لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19 ،وقالت: 
في حال عدم وجود صلاة للعيد بسبب جائحة فيروس كورونا فمن الممكن أن يتم التكبير داخل المنازل داخل الأسرة الواحدة وصلاة العيد في المنزل جائزة ويمكن إقامة تكبيرات العيد بصورة عادية كما لو كانت في المساجد ، وسيحصل الجميع على أجر الصلاة،
كما أفتت  بمشروعية رفع التسبيح والتكبير من مكبرات الصوت في المساجد، وتدعو الناس إلى التكبير والتسبيح والتهليل في البيوت أو حيث كانوا، للمحافظة على هذه السّنة وتعظيم  هذه الشعيرة، و لاستحضار معاني العيد وأجوائه، لزرع الفرحة و البهجة في هذا اليوم السعيد، وأشارت ايضاً الى فضيلة إظهار الفرحة و البهجة والسرور بالعيد، ونشر معاني المحبة والرحمة والتكافل، في ظل احترام التدابير الوقائية، والحرص على التباعد الاجتماعي، وتفادي التجمعات المختلفة.
وأخيراً يمكن لنا في الوقت الحاضر أن نستغل وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الظروف الطارئة للإتصال والإطمئنان على الأقارب والأصدقاء عبر الهواتف الذكية ونحتفل ونفرح في البيت مع عوائلنا على أمل أن نحتفل في العيد القادم مع من نحب مثلما كنا في الماضي فنقبّلهم ونعانقهم ونقول لهم ولكم جميعاً : كل عيد وأنتم بالف خير ...
 وما ذلك على الله بعزيز ....!

No comments:

Contact Form

Name

Email *

Message *