مرساة العقل بين الواقع والنص
مرساة العقل بين الواقع والنص
...... نظرة فنية الى فعل الهامش القصدي في نص (ولدت في كفن )
للشاعر قاسم الرسام
المقدمة
........ الصبر الإنفعالي هو ورقة تلعبها الحياة تحت جناح البحث عن سيرة تمسح دفق الألم فيركن الذهن الى قواه المتاحة لعله يجد منهجا ثابتا يربي به ومض حواراته( مع نفسه ، مع وطنه ، مع قصدية الحياة ) لذا فأي كلي في هذه النبرة المعاشة هو مشروع تصحيح أو محاولة تصحيح ومن شأن النص الأدبي أن يعيش هذه القصدية بقصص من دلالة الحدث ومع النص الموسوم ( ولدت في كفن ) تبعات واضحة لهذه الجهة الدلالية من وجهة نظر التحليل .
العتبة
....... ليس هناك وسيلة دقيقة الأفق أبرز من دخول نظام الحدث التعبيري حتى يرسم القلم تصورات الذهن عن مصداق النفس الأدبي سوى على مستوى القضية الحملية أو الشرطية بكونها الشخصي أو العام بل أن قيد الذات في إستشراب موضوع ما هو الرصيد الحي للمعنى حين يقرأ خطوط الإلقاء التي تشكل جزئية نثرية بلا هجين من إزدواجية الألفاظ فقال :
( ولدت في كفن )
ولهذا تفرض مديات النص فقرتين مدعاتهما الهامش الكلي .
الفقرة الأولى
.............. قد رتبها الشاعر كعتبة مستغرقة في جزر اللغة الذهنية من خلال ترويضه فعاليات الحديث ، نافذة المتن تبدأ بالإخبار بين قوسي الإنشاء التعليلي للواقع :
( هكذا / خبر / قابلة )
قبضة محكمة بين أطراف ثلاث لأن الصوت الذي يعيشه الفرد في مبدأ بعثه حياتيا هو الذي سيولد له هوية بقائهِ ومع مسيرة النص تلبس الماهية النصية ثوب المعاناة :
( حرب / ظمأ/ بلاد )
حين يمزج الشاعر بوحه :
(هكذا أخبرتني القابلة ،منتصف الحرب الظامئة لبلادي ،عندما كان أبي في وطيسها يخيط قلب الوطن المثقوب برصاص الجار ،وأمي تضمد جراحه بالانتظار والصبر ،تقصّ علينا حكاية الرغيف ، لنعتاد الصمود بوجه النائبات أحراراً )
لن تجد هامشا يصعب الرؤيا العقلية بل ستعيش واقعا هادفا يغير به الحرف على ثغور القصد فيرجع بغنيمة ثمينة تجعل طعم الحزن سماء تسقط منها خلايا الموائمة حتى تضاهي طعم الخوف الذي يعيشه الوطن .
الفقرة الثانية
............. الحمل في كل أشكاله الصورية طبيعة لا نهاية لها في محنة البشرية :
( جوع / معرفة / عطش )
يفرض عليك النص أن تعيش بين إسقاطات الدليل رغم معرفتك لكن أنت مخدج في هوة الخضوع ،
( يعرفنا الجوع
نحن أبناء العطش )
ثم مكوث المتن في زاوية الحزن بلا بحث عن وتر جديد لأن النص ولد ليحزن اقرأ :
(لنا بالتاريخ ألف مجد يشهد
سقط الصنم فأخذ مكانه من يشبهه
خلافتهم زائلة وزيفهم مفضوح
صبراً يا عراق)
اعكس الخاتمة ( صبرا يا عراق )
(تاريخ ، صنم )
وجد الشاعر نفسه في وكم المعنى فأنجد ذهنه بقوة الدهشة ، حتى يشير الى وفرة الأجزاء فنسج قصدا شارحا زمنه بلغة الحل .
ولعل الفعلية العقلية بسطت لنا هوية الصورة المقصودة في النص فمنح الشاعر نفسه واجس التغيير لكن بمنحنى الخضوع للواقع لأن الهدف هو العيش في ظل هذه الفعلية .
الخاتمة
.......... كل أهداف النص برهنت على أن ورقة النثر قادرة من حيث هي إذ تعلن وحدة الموضوع وتروح بعيدا في محل الشرح العقلي للواقع فالذي يريد أن يماهي مديات الرؤيا في عميق النص عليه أن يعيش غسق المفردات التي كانت غير مبطنة بل نافذة تحيل هالة الحزن الى حل شعري هادف .
.....
No comments: