طُقوسٌ مخْمُورة
طُقوسٌ مخْمُورة
طيبة فاضل
حدثَ ووجدتُني مُلقى على الأرْصفةِ
مثلَ افكار المُشردين ,
اغلقُ ثقوب الأرضِ ,
لأوقفَ نَزِيفَها
ويصمت الشُعراء
الذين لا يكفونَ عن إِستدراج الإِستعارات
و نَـث الألمَ
بكافةِ أَنواعهِ
,في ظُلمةِ الـشَّارعِ المشْبوه أُشنقُ
في وحشةِ جدارِ الكَرْكرات
بعْدما
يهْجرهُ المـتبّولونَ،
يدْعسونَ خَطواتهم عـلى جِراحِ الأَرصفة
يسْتيقظُ الليلُ
بِبرودٍ مُتثائباً على ضَرباتِ أَحْذيتهم
التـي لا تتركُ بُرهةً نائمة
يقتعدون بمؤخراتهم
أَنفَ الشّارع
يسْتقبلُ رائحةَ عرقَهِم الـممْزوجة بِالشِّعرِ
صبراً طويلاً ، صمتاً خَانقاً
تبْدأُ دنْدَناتهمِ الـثّمِلةُ بـثقبِ أُذنهِ
تـصْطفُ الكَلماتُ الشَّهية طابوراً طويلا
تـْتظرُ
دُورها لِتلتهمها قصائدُهم
يُهـشمون بقرائتِها رؤوسَ الحاضرِين
يسْتعدونُ للموتِ
بمآتمٍ رَخيصة سَئمتْ مُحاصرةَ حـياةِ َتـتنشقهم دونَ تحريرِ تـنهيدةٍ واحدة
يلعقونُ لُعابَ الندمِ بـشغفٍ ,
تَسيلُ من أَلْسنـتهم
قصائدٌ جَديدةٌ تسرقُ الأَعمار
يرْتفعُ المُوتُ
يشوهُ المكان
بينما اتمددُ لأُغطّي آثارهُ
وجدتُني ارتجلُهُ فوق المقاعدِ
القاسية
و حُروفهم المخمورةٌ
فتشرّعُ مُحاولاتي في طُقـوسٍ جَنائزية .
ليست هناك تعليقات: