أخـر الأخبــار
Loading...

الشاعرة والاديبة والقاصة التركمانية رمزية حبيب مياس

.. 
 الشاعرة والاديبة والقاصة التركمانية  رمزية حبيب توفيق مياس
الكاتب ابراهيم قصاب 

الشّعب التركماني في العراق قدم الكثير من المبدعين والمثقفين من أجل تطور العلوم والثقافة التركمانية والعراقية بالرّغم من إقصاء الحريات والضغوط التي مارستها السلطات الحاكمة عموما على التركمان, عدد نساء التركمانيات المبدعات من الشّاعرات والقاصات والباحثات العالمات وأساتذة الجامعات أو من الناشطات السّياسيات سواء في العراق أو خارج العراق اصبحن لا يبدين إظهار أو إشهار أنفسهن بسبب ما مورس بحق الادب والثقافة من ظلم واجحاف في عموم العراق, أكثر من مئة أديب وشاعر وفيلسوف وصحفي ومؤرخ من الجنسين راجع حياتهم ونتاجاتهم الاستاذ وحيد الدين بهاء الدين التركمان، ووضع بهذا مرجعا لا يستغني باحث أو أديب في الثقافة العراقية عنه, بذلك غدا أدب الموسوعات في العراق قد حصد أضافة مهمة الى مكتبته التي لابد لها أن تتكامل بالمزيد من الدراسات والمعاجم في أنحاء شتى من الموسوعات العراقية في الادب والسياسة والطب والفلك والشعر والمناطق والثقافة الشعبية وغيرها, يأتي الباب الثالث في أدب المرأة التركمانية المعاصرة ليضيف الكثير من المعلومات المهمة عن امهات الثقافة التركمانية اللواتي يجدن الكتابة بأكثر من لغة واللواتي برزن في الاوساط الثقافية شاعرات وقاصات واستاذات جامعيات وصحفيات لامعات, بدون شك تشهد الساحة الأدبية والفنية والإعلامية نهضة متميزة في السنوات الأخيرة، وهناك تنافس كبير في الإبداع بين عناصر هذه الشريحة المهمة من شرائح مجتمعنا في عموم العراق, فالإبداع النسوي التركماني لم يتوقف عند الشاعرة التركمانية المعاصرة نسرين أربيل او الشاعرة شكيبة الونداوي ولا القاصة التركمانية صبحية خليل زكي أو غيرهن من الأديبات والفنانات والإعلاميات، وهناك أسماء نسائية تركمانية حثيثة على الإبداع والحداثة حتى يومنا, فلو أمعنا النظر بدقة في هذه المجالات لخرجنا بنتائج إيجابية مذهلة ووقفنا عند إبداعات أسماء كثيرة وهنا نختص بالذكر الشاعرة والقاصة والكاتبة  السيدة رمزية حبيب مياس التي تعتبر ممن وضعن بصمتهن في ادب المرأة التركمانية سواء بكتاباتها العربية او التركمانية. 

رمزية حبيب توفيق مياس ولدت في كركوك سنة 1945, حاصلة على شهادة دبلوم معهدالمعلمات ، متزوجة ولها بنتان وثلاثة اولاد، عملت  معلمة للغة العربية ثم مديرة مدرسة لمدة 32 سنة، وهي الان متقاعدة، بدات الكتابة في اواسط الستينات من القرن الماضي ونشرت كتاباتها في اوسع مجال وكسبت الاضواء باشعارها المتميزة في اوساط عربية ودولية عديدة, كانت في بداية حياتها كثيرة المطالعة للكتب والمجلات والحوادث المختلفة فوجدت نفسها في حاجة الى افراغ ما اصبحت تثور في داخلها من شعور واحاسيس جياشة بداية الامر, وقد شجعها الاستاذ الكاتب والباحث وحدالدين بهاءالدين والذي عرفته من خلال كتاباته في المجلات والجرائد ونشر لها كتاباتها عندما كان رئيس تحرير مجلة الاخاء كما شجعها في المعهد الاستاذ حسين الشيخاني, فكتبت اول قصيدة لها عن ابنة الشهيد التي نشرت في مجلة الاخاء العدد8 في اب 1963, تلك القصيدة التي كتبتها عن صديقتها العربية في المدرسة زهرة ابراهيم رمضان التي استشهد والدها وهو يحاول الدفاع عن جاره (دايى قادر) الذي نجى منهم وتوفى بعد سنوات , فيما سحل الغوغائيون الشهيد ابراهيم رمضان في مجزرة 1959, الشهيد ابراهيم رمضان سحب مسدسه للدفاع عن جاره ولم يكن اصلا معنيا بالامر, هكذا كان الجار للجار تلك الايام, فساقه الغوغائيون الى خارج منزله واحرقوه حيا حيث ضحى بنفسه من اجل جاره الذي انقذه وفداه بروحه.
وفي يوم اعدام المجرمين الغوغائيين كتبت ترثي صديقتها قائلة , الى كريمة الشهيد ابراهيم رمضان:
 صديقتي.. 
 لا تذرفي الدموع.. 
 دعي العبرات تجف في عينيك.. 
 والالام الثقيلة تخف عن صدرك .. 
 فقد ملئت القلوب بالحسرات.. 
 وملىء الفضاء بصدى نحيبك.. 
منذ ان رن ناقوس مفزع في الدار.. 
 فانطفا الضوء في المصباح.. 
وغارت المياه في الابار.. 
 وتعالت اصوات الصغار.. 
 يصرخون..ابتاه..اين ترحل..؟ 
ونحن لانملك سواك.. 
فتلاشى جوابه.. 
ورحل شهيدا في سبيل ربه.. 
ومرت الاعوام.. 
 وازداد الكابوس ثقلا.. 
واليوم بزغ النور .. 
وانقشع الظلام.. 
 وانطلقت روحه البريئة ترفرف في السماء.. 
مناديا في صمت وسكون.. 
 اطفالي الصغار..اخلعوا السواد.. 
وجففوا الدموع.. 
فقد إنتقم الله من الظالمين .. 
والله عزيز ذو انتقام .

 لقد أبدعت كثيرا في وصف مشاعرها الوطنية التي تشعر بها تجاه وطنها ومدينتها الغالية وذلك بأصدق المشاعر وأجمل الحروف التي تعبر عن الافتخار والاعتزاز بالانتماء للوطن، فكانت تلك المشاعر صادقة وصريحة، ومطابقة للواقع، وتبين أفعال القادة التي يتصفون بها وجسدت في شعرها الكثير من المواقف الوطنية التي تبين التلاحم والعمل المشترك في كركوك, لقد امتازت بداخلية نفوس الشعراء، الذي يبين إحساساتهم المتعلقة بكل ما يدور حولهم من شؤون الحياة, اتصفت بالحساسية المفرطة والمشاعر الجياشة امام ما يجري من مآسي واحداث لتتأثر بسرعة بالأحداث ثم تعبر عنها بشعرها، حيث ان خير الشعر هو ما عبر به الشاعر عن مشاعره، وصور كل ما يحس به تصويراً لفظيا جميلاً واضحاً, فكانت تصور الاحداث بشكلها الواقعي المؤلم وتختار وتنتقي  كلمات تكون لها الصدى المؤثر وصورة صادقة لمجتمعها، تذكر فيه أهلها وأصحابها، ثم تذكر الأحداث التي تمر بها، وخير مثال على هذا الامر (مياس نه نه داستانى) ملحمة مياس نه نه باللغة التركمانية حيث تتحدث فيها ناقلة عن والدها المرحوم حبيب مياس حكايات عن جدتها المرحومة مياس نه نه وعن حياتها وكبريائها وقصصها وعلاقاتها بجيرانها وقصائدها (قوريات) ومدى صدقها في كلامها وتصرفاتها, وصف جميل لحديث بين الابن والام حين يتهامسان بما بينهم من حديث حتى لا يعلمه من يحضر معهم، ولا يفهم ما به من معانٍ, ثم إنهم يلقون حديثهم هذا وكأنّهُم يصبون ما يروي عطش العطشان الذي هو في حاجة إلى الماء, كم هي انسانة , ماذا لديها من معرفة بشؤون الحياة, وإحساس بما تجري به المقاديرونشاهَد تَنَوُّعَ القصيدة هذه وقوة معانيها.
شعرها ونثرها وقصائدها معبِّر جيد عن دخيلة نفسها، وهي قوية الشعر، كما تم وصفها من قبل العديد من اساتذة الشعر العراقي والعربي والدولي, وإلى جانب ذلك فشعرها وقصائدها شديد الحساسية يعبِّر عن رغبات الإنسان، ويقدم النصح، وهو بعد ذلك كله ناءٍ عن أطماع النفس وغرورها, تسيطر الروح الإنسانية الصافية على شعرها في أبياتها ، كنز كبير من كنوز الشعر والخوريات التركماني، تدل على نفس واسع ومقدرة على قرض الشعر كبيرة, ولعل من أهم ما يوحي بذلك تلك  القصيدة التي نظمتها لنفسها لا لمدح أحد أو ذمِّه، بل قد عبرت من خلالها عن حادثة حدثت لها من وحي الهامها واسمتها الرسالة الدامية 

تمتعت السيدة مياس بقوة البناء الشعري, أي قوة ألفاظ شعرها، والسبك اللغوي، والحبك البلاغي، حيث تُساعد هذه الأمور على تماسك أبيات القصيدة، وإدركت جيدا ان أيّ خلل في بناء القصيدة, وقوة المعنى الشعري, و وضوح معنى القصيدة، وجمال تصويرها، لا تُفيد إذا كان معناها ضعيفاً، حيث وضعت جمال الظاهر من خلال بناء شعرها، وجمال الباطن من خلال معناه، وتناولت في الكتابة الوجدانيات والوطنية والرثاء وإلالاهيات مظهرة القوة البنائية والمعنوية إلى ترابط اشعارها مع بعضه البعض, فاشعارها قول منظوم، يتميّز بوزنه وقافيته، ذات نظم موزون، ومُركّب تركيباً متعاضداً، ومُقفّى بأوزان مقصودة، وما عدا ذلك فلديها الخوريات والنثر وفيه عدم القصد والتثقفية لتكون سردا مرتكزة على أربعة أمور في شعرها من حيث المعنى والوزن والقافية والقصد في عموم اعمالها من شعر ونثر وخواطر ورباعيات تركمانية.
نشر لها العديد من المنشورات :
سحر خواطر ,  باللغة العربية 2004سنة , طبع في مطبعة اوجي - كركوك
رباعيات كركوك , باللغة التركمانية سنة 2005 طبع في كركوك
في سبيل الحق , خوريات باللغة التركمانية سنة 2005 طبع في كركوك
مهرجان الفراغ , شعر منثور باللغة العربية سنة 2006 طبع في كركوك
سنبلات في دفاتر افكاري , باللغة العربية مقالات سنة 2009 في كركوك
ملحمة مياس نه نه , باللغة التركمانية سنة 2012 في كركوك
رسائل الى امي , شعر منثور باللغة العربية سنة 2015 في كركوك 
نشرت اعمالها في مجلة الاخاء وجريدة كركوك ومجلة الموعد اللبنانية ومجلة الكاتب التركماني وافاق ثقافية  والفنار  وبناروتوركمن ايلى وفي بعض المجلات التركية وجريدة الحياة الميزان والقلعة ,,, الخ.
قرات للكثيرين من كتاب الشعر والقصائد امثال السياب والبياتي ونازك الملائكة و نزار القباني ومحمود درويش  والعقاد  وطه حسين وفدوى طوقان وجبران خليل جبران وفيكتور هيجو وفارتر وديستوفيسكى وصلاح نورس فاروق كوبرلو  وعثمان مظلوم ومحمد عزت وكوك قايا واخرين .
قال عنها  الاستاذ الكبير وحيد الدين بهاء الدين في مجلة توركمن ايلى السنة12العدد135 نيسان2019 ((كذلك الحال بالنسبة الى رمزية مياس هذه التي احرزت عبر الاعوام السائرة من الشهرة الادبية العريضة ماجعلها رائدة, اسم على مسمى وماسة خضراء خلابة)) فيما قال عنها المرحوم الصحفي والشاعر احمد كركوكلى في مجلة صوت الاخرالعدد 536 ،24 حزيران2015 ((الميزة المفرحة في رمزية انها تتواصل مع حركة الثقافة والادب وتثابر بهمة الشباب لكي تضع بصمتها الواضحة في كل مشاركة لها في الفعاليات والمهرجانات الثقافية)) , وكتب الشاعر نجيب الحديثي عن كتاباتها ((جميل ما تكتبين سيدتي وانا جد مسرور في ذلك ومعذرة لما اوجزت فهو رغم ارادتي ايتها الفاضلة والكاتبة الانيقة)), كما كتب الشاعر عدنان ابو اندلس عن كتاباتها وذكرها الاستاذ الدكتور فاروق كوبرلو بين نساء التركمان الشاعرات وكتب عن كتابها رسائل الى امي الشاعر اسعد اربيل وعن رباعيات كركوك الشاعر التركي احمد ينار وتناولت كتاباتها الطالبة زهراء عيسى من تركيا في بحثها.. وكتب الصحفي والشاعر محمد الداغستاني عن كتبها في مقالة.
وهي عضوة في اتحاد ادباء العراق و عضوة في اتحاد ادباء كركوك وعضوة في اتحاد ادباء التركمان وعضوة في اتحاد ادباء الاتراك وعضوة في اتحاد ادباء اذربيجان واشتركت في مهرجانات وامسيات شعرية وادبية كثيرة ومتعددة ونالت الكثير من الشهادات والجوائز التقديرية من خلال مشاركتها في الامسيات والمهرجانات المقامة في مدينة كركوك واربيل والعاصمة بغداد, حصلت على حوائز عديدة منها : 
منظمة دنيز لنساء كركوك
منظمة ادباء التركمان
منظمة ادباء كركوك 
منظمة ادباء العراق
منظمة الامل للامومة والطفولة 
 درع فداك يارسول الله من مجموعة ايشيق لفوز مقالتها بالمرتبة

مقالتها بالمرتبة الاولى.
قلادة الابداع وشهادة تقديرية من مركز الثقافة والفنون في تركيا.
عضوياتها : 
عضوة في منظمة دنيز لنساء التركمان
عضوة في منظمة ادباء التركمان
عضوة في اتحاد ادباء الاتراك
عضوة في منظمة ادباء كركوك


ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *